كلما ضرب (الإرهاب) موقعاً سعودياً كلما إزداد المواطنون لُحْمةً و ترابطاً و إزداد تَشَبُّثُهم بقياداتهم.
صحيحٌ أن ذاك عكس ما يستهدفُه الإرهابيون و أعوانُهم. لكنه الواقع. فالبَشَر يلْتَفُّون في المُلِمّات حول أنفُسهم و رُبّانِهِم..يَتناسون كلَّ الخلافاتِ و الإختلافاتِ، مذهبيّةً أو طبقيّةً أو قبليّةً أو غيرها.
لا يعود أمامهُم إِلَّا مَخرج النّجاة من الخطر الداهم. و يُدركون أن هذا المَخْرجَ ليس بالصراعات و لا الخلافات و لا التدافع..بل بالعقل و التعقُّل و التلاحُم و التيقُّظ.
لولا الخوفُ من الدماء لقُلْتُ لأعدائنا “قَوُّوا مَناعتَنا بين فَيْنةٍ و أخرى بصدمةٍ..فهذه الصدماتُ تُماثلُ تَطْعيمَ جسدِ الصحيحِ المُعافى بجراثيمِ وباءٍ مُعيَّنٍ لتتحفّز مَناعتُه لمقاومتِه فلا يَمرضَ به”..تطعيم الكوليرا مثلاً.
من هذه الزاوية يَغْدو (الإرهابُ) تَطعيماً صحياً للوطن..بكل طبقاته و مذاهبه و قبائله.
محمد معروف الشيباني