
(مكة) – متابعة
شاء الله أن يفضح أوراق تنظيم (داعش) الإرهابي في أواخر شهر رمضان المبارك. التنظيم الذي يرفع شعارات زائفة للتضليل على المسلمين باسم الإسلام لم يتورع عن انتهاك قداسة أحب البقاع إلى الله (المدينة المنورة) إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند هجرته (اللهم إنك أخرجتني من أحبِّ البقاع إليّ فأسكني أحب البقاع إليك). لتحرق النبتة الشيطانية آخر أوراقها بنفسها بتطاولها على نفحات خواتيم شهر الرحمة وتفسد روحانية الملايين من زوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام.
لم يكتف داعش الإرهابي بجرم الاعتداء على قداسة المكان وروحانية الزمان بل تطاول على البشر وسفك دم إنسان حرمته عند الله أكبر من حرمة الكعبة المشرفة. تجرأ الدواعش على الأبرياء معصومي الدم خصوصا رجال الأمن ممن يقومون على خدمة المعتمرين والحجاج والزوار فتعرّ بكل قبحه وكشف عن سوء طويته وزيف راياته المشوهة.
يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر أن داعش دخل دائرة الكفر بما يرتكبه قادته ومنتسبوه من جرائم بشعة، تقشعر لها الأبدان، خصوصا على أرض الحرمين الشريفين. وأضاف المسفر أنه لا جدال في أن الأعمال الوحشية التي يقوم بها التنظيم ضد الإنسان في المملكة عموما وفي المدينة المنورة تحديدا جريمة لا تغتفر نشجبها وندينها، ولا نقرها تحت أي سبب، كون المملكة خدمت الإسلام والمسلمين والمدينة المنورة مأرز الإسلام.
وأبدى المسفر دهشته واستغرابه من تجاهل التنظيم لنصوص القرآن ومنها آية (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) كون هؤلاء لم يرفعوا أصواتهم فقط بل أعلوا دوي أحزمتهم الناسفة بجوار قبر المصطفى عليه السلام. وأفزعوا زوار مسجده. واستعاد قول الحق (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). مشيرا إلى أن المفسرين قالوا في تفسير يرد: ولو مجرد حديث النفس بسوء في مكة أو المدينة يُعدُّ ذنباً يُكتب في صحيفة العبد. ودعا المسفر إلى وقوف العالم أجمع بكل قواته المادية والمعنوية، وما في حكم ذلك من القوة ضد داعش، ويجند لها كل إمكاناته القتالية من طائرات حربية وقوات برية.
المفكر الفلسطيني الدكتور فايز رشيد يرى أن الإرهابيين التكفيريين يريدون فرض جدول أعمالهم على المنطقة والعالم، سواء في التوقيت الذي ينتقونه، أو في الأهداف التي يريدون مهاجمتها. مشنّعا على جريمة استهداف المسجد النبوي الشريف ومحيطه الذي يعجّ بآلاف من البشر المسالمين من كل الأجناس. ووصف داعش بالتنظيم الشيطاني الأخرق الذي يتقصد دوما، إزهاق أرواح المزيد من الضحايا وسفك المزيد من الدماء برغم ما يزعمون بأنهم المسلمون الحقيقيون وهم من يحددون معايير الإيمان ومواصفات الدخول إلى الجنة.
وتساءل رشيد عن سر تزامن أعمال داعش الإرهابية مع كل منعطف في الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي، إذ يلجأ داعش إلى القيام بتفجيرات إرهابية ليتم حرف الأنظار عن بؤرة الحدث الأهم، لصالح التوجه لإرهابه، باعتباره الأبرز بين كل الأحداث. مبديا أسفه أن تواصل مخططاتها التخريبية في دول العالم العربي والعالم.