لحظة تسمّر المتابع العربي البسيط أمام شاشة الأخبار العربية هي أصعب لحظاته وساعاته اليومية. إنهـا أشبه بمتابعة مشهد عاصف لمشهد سينمائي درامي حزين يعبر عن قلق المتابع، حيث يغلب عليهـا مقاطع الدمـاء والقتل والدمـار في عواصم دول عربية كانت إلى عهد قريب شواهد أثرية وتاريخية يفاخر بهـا المؤرخون العرب للتراث ويزاحم بهـا العربي التاريخ والتراث العالمي المعاصر. إن تلك المشاهد وصمة عار في جبين العرب، فالصورة الضوئية لمسار العرب السينمائي لم تعد محل ثقة المواطن العربي ولا مثار اهتمامه، ولا مكان إبداعه وحريته، لذا حرص على أن يطير في عوالم أخرى يغرد فيهـا بكل حرية، باحثًا عن حقوقه المحاصرة في وطنه تارة من أهله وإخوانه وتارة من تيارات غريبة على دينه وقيمه ووطنه وحينا آخر من تطرف داعشي يحميه تغول عالمي. هل يا ترى تعود صور الضوء الجميلة القديمة للمشهد العربي من جديد ويتحول مسار السينما العربية لمسارٍ آخر حديث وقوي يجمع بين الحداثة والأصالة والتطور والإبداع، وبما يلفت أنظار العالم بكل سمو ودهشة. أم يبقى حبيس بيروقراطية مقيتة وظلم وإرهاب وتغول في عالم مظلم متجهم لم تعد تبهجه مقاطع سينمائية نظيفة من الدماء والدموع . إن رؤية الحلم والأمل 2030 كفيلة بالإجابة على هذا السؤال الكبير وكلنا تفاؤل وأمل.
زين العابدين الغامدي