المقالات

اعتذار بطعم الدم!

نشرت لجنة التحقيق البريطانية تقريرًا حول الدور البريطاني في حرب العراق 2003 يوم الأربعاء 6 الماضي، حيث أعرب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عن حزنه العميق لما حدث في العراق بعد التدخل العسكري لإسقاط صدام حسين. وقد توجه إلى الصحفيين قائلاً: “لذلك كله، أعرب عن حزن وأسف واعتذار أكبر مما يمكنكم أن تتصوروا”. بكل بساطة أعتذر للرجل عن تدمير دولة كانت آمنة مطمئنة وساواها بالأرض، مرة بالصواريخ قريبة وبعيدة المدى، وأخرى بالقنابل التي تلقيها أحدث الطائرات البريطانية فتسقطها مرة على مدرسة للأطفال أو مستشفى يعج بالمرضى والأطباء.” أنا آسف” عن تشريد الملايين من ديارهم بعد أن كانوا يعيشون حياة مستقرة بين أهليهم وذويهم، فأصبحوا لاجئين في دول أوروبا والعالم. شرد آلاف العلماء والأطباء فصاروا يطلبون لقمة العيش في أزقة أثينا وشوارع لندن. بل إن بعضهم صُور وهو يصطف في طوابير الشؤون الاجتماعية للحصول على الخبز والأرز. بكل بساطة دمر حضارة هي المهد الأول للحضارات فلم يبقَ للحضارة السومرية أو البابلية أثر. حضارات تاريخها 5000 آلاف سنة حافظنا عليها قرون عديدة وفي بضعة أشهر مروا عليها مرور (الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها).بعد كل هذا الدمار والتشريد والقتل هل يقبل العالم اعتذاره ؟ وهل سمع الأمين العام للأمم المتحدة الاعتذار؟ هل وصل الاعتذار لمنظمات حقوق الإنسان العالمية؟ أم أن الدم العربي والمسلم لا يدخل ضمن حقوق الإنسان! بل قد تفوق عليه بعض الحيوانات في الحقوق. لن نقبل الاعتذار بعد أن حولت حياة قرابة 38 مليون شخص إلى جحيم، وحولت مياه الرافدين إلى برك من الدم. لن نقبل هذه التفاهات التي تفوهت بها وكأنك لم تقتل إلا حفنة ذباب، أو دست على قرية نمل تحت الأرض. أين هم أهل القانون والحقوق السياسي العرب والمسلمين حتى يرفعوا قضية ضده ويعتبروه مجرم حرب، وأخص هنا أهل الرافدين في المقام الأول.

ماجد الصاعدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى