(مكة) – متابعة
طالب المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إمام وخطيب جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ، أهل الحل والعقد بوضع قوانين وأنظمة للحد من ظاهرة المغالاة في المهور، والتبذير والإسراف في حفلات الزواج، واصفًا إياها بأنها أصبحت مشكلة اجتماعية، عجزنا عن حلها بسبب تهاوننا ومباهاة بعضنا بعضًا في حفلات وتقاليد الزواج. محذرًا من محاربة تعدد الزوجات؛ لكونه أمرًا شرعيًّا، ولا يشك فيه مسلم.
وقال آل الشيخ في حلقة من برنامج “نور على الدرب” على إذاعة القرآن الكريم مع مديرها العام خالد الرميح: “قضية الزواج قضية اجتماعية مشكلة. للأسف الشديد عجزنا عن حلها؛ وذلك لأسباب تهاوننا، وتقليد بعضنا بعضًا”.
وأضاف: “ولم نجد من كبارنا من علمائنا ولا من قادتنا من يدعو إلى هذا الأمر العظيم؛ فيخفف المهور والولائم، ويمنع تلك الإسرافات الزائدة”.
وصرح سماحته بأن متطلبات الزواج وتكاليف وعادات الزواج اليوم باتت تثقل كاهل العزاب والشباب، ولا يستطيع الوفاء بها إلا القلة منهم.
وقال المفتي في رده على تساؤل عن تأثير المغالاة والتشدد في شروط ومهور الزواج على الحياة الزوجية فيما بعد: “إن حفلات الزواج وتكاليف الزواج أمر يفوق طاقة كل أحد، ولا يستطيعه إلا الندرة من الناس”.
وأضاف: “فلنتقِ الله في أنفسنا، ولنتعاون على البر والتقوى. والله سبحانه يقول تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}”. داعيًا أولياء الأمور والآباء لتخفيف التكاليف والولائم والشروط على المقدمين على الزواج. مشيرًا سماحته إلى أنه “لا بأس بالشروط التي تنفع الفتاة، والتي تكون مقبولة وواقعية”. مستدلاً بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج”. ومستدركًا: “لكن الشروط التعجيزية، التي تثقل كاهل الأزواج والشباب، وتهينهم، فلا تجوز”.
داعيًا أن يوفق الله الجميع في النظر في هذه المشكلة، وحلها على قدر الاستطاعة، إنه على كل شيء قدير.
كما حذَّر سماحته من أن محاربة التعدد الشرعي، ووصفه بأنه جريمة، تعدٍّ وتكذيب لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -.
وشدَّد سماحة المفتي في توجيهه لشخص لا يبارك بالزواج عند التعدد والزواج بأكثر من زوجة على أن “تعدد الزوجات أمر شرعي، ولا يشك فيه مسلم، ومن زعم أن التعدد جريمة من جرائم العصر فهذا رد على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتكذيب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم”. مستدلاً سماحته في هذا الصدد بقوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة…}.
وقال: “لا تحاربوا التعدد لذاته، وإنما حاربوا الجور والظلم في التعدد.. فلنعالج أخطاء التعدد بأن نمنع من الظلم، ونأمر الزوج بالعدل بين الزوجات في كل ما يمكن العدل فيه من طعام وكسوة ومسكن ومعاشرة بالمعروف”.
وأضاف: “إذا أعطى الله الزوج قوة بدنية ومالية وإدارية في العدل بين الزوجات فلا مانع من التعدد، فمحاربة التعدد تكذيب لله. وإنما ننهى عن الجور الذي قد يفرزه التعدد لمن كان غير قادر على ذلك”.