إيوان مكةالمحلية

يا أردغانُ

في ليلةٍ، كلُّ شيءٍ كان مُختلفا
فقد رأى الشعبُ فيها غيرَ ما أَلِفا
ماذا جرى؟ طائراتٌ في السماءِ لها
أزيزُها ، ووجوهٌ تُظهِرُ الصّلَفا؟
وفي الشوارع آلاتٌ يحرّكها
حقدٌ بأثوابِ سوءِ النيّةِ الْتحفا
والناسُ في غفلةٍ عمّا يُحاكُ لهم
كلٌ على حالِه في شُغله انصرفا
هذا يسامر أصحاباً وذلك في
سوقٍ وذلك من بعد العناءِ غفا
ماذا جرى أيها الليلُ البَهيمُ ومن
أخفى هِلالك عنّا؟ مابه خسفا؟
مَن غوّرَ الأنجُمَ الزهراءَ فيكَ ومَن
مشى على قدمِ الإرجافِ وانحرفا؟
أمايُحسُّ بما في قلبِ أمّتنا
من اللظى ومن الجرحِ الذي نَزفا
أمايُشاهد أرضَ الشامِ نازفةً
وكلّ وجهِ عميلٍ فوقها انكشفا
والنازحون ألم يُبصرْ جموعَهُمُ
في تركيا ، ولهم وجهُ الكريمِ صفا
مابالُها تركيا مَن شقّ مِعطفَها
مَن امتطى الليلَ فيها خائناً وجَفا
من الذي أيّها الليلُ البهيمُ سرى
كالصِّلِّ فيك، إلى أحبابنا زحَفا؟
نعوذ بالله من أصواتِ خَشْخَشةٍ
أَثارها ، ومن السّمِّ الذي قذَفا
ماذا جرى أيُّها الليلُ البَهيمُ؟ ولم
يَحِرْ جواباً ، ولكنْ قلبُه وَجَفا
هنا تواردت الأخبارُ ناطقةً
بما أثار الأسى في قلبِ من عَرَفا
هذا انقلابٌ جرى في الجيشِ قام به
في تركياغادرٌ من حقده اغترفا
أهكذا؟ والأعادي حولَ أمتِنا
وعاصفُ الفِتَنِ الكبرى بها عصَفا؟!
أهكذا؟ ودماءُ المسلمين على
كفّ العدوِّ تُرينا بعضَ ما اقترفا؟
أهكذا؟ وبلاد المسلمين على
بوّابةِ الريحِ والباغي بهاانجرفا؟!
خيانةٌ تلك عُظمى لا يُقارفُها
إلا الذي بصفات المجرمِ اتّصفا
ياليلةَ الرُّعبِ والبُشرى قد اجتمعا
في ساعةٍ ، فرأينا التمرَ والحشَفا
قولي لمن غدروا، قولي لمن فرحوا
بالغدرِ من قومنا، هيّا كُلوا علَفا
ركبتم الموجةَ الهَوجاءَ في غلَسٍ
فأغرَقَتْكم ولم تَبلُغْ بكم هدَفا
لاقاكم الشَّعبُ بالتكبيرِ فاحترقتْ
أوراقُكم ، واندحرتم حينما هتَفا
هوَ انقلابٌ، نعم ،ياسُوءَ مُنقلَبٍ
لكلِّ مُنقَلِبٍ ، فوقَ الغثاءِ طفا
مَن خانَ أوطانَه لاقى نهايتَه
بؤساً وذُلاً وأدمى قلبَه أسفا
ياأردغانُ كتابُ اللهِ يجمعُنا
وإنْ تباينَ منا الرأيُ واختلفا
أُخوّةُ الدِّينِ لم تُخطئْ مَواقعَها
من القلوب، فقد نِلْنا بها الشرفا
لاسلّم اللهُ مَن خانوا البلادَ ومن
هَزُّوا لخدمةِ أعداءِ الهدى الكَتِفا
الحمد لله ردَّ الخائنينَ على
أعقابهم ، وبنا سبحانَه لَطَفا

عبدالرحمن صالح العشماوي
الرياض ١٣-١٠-١٤٣٧هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى