حمد الكنتي

الصحف الورقية .. افكار للبقاء في المنافسة !

 قبل صدور الصحف الالكترونية كانت الصحف الورقية تتسّيد الساحة بشكل كبير فكان الناس ينتظرون الخبر بشق الانفس ويترقبون التحليل بكل اصنافه وبناء على هذا كانت هي الرقم الصعب في عالم الاعلام . والان بعد هذا الحضور الطاغي للتلفزيون لم نعد بحاجة الى الصباح لنقرا بكل تفصيل عن خبر مباراة كرة قدم فقد اصبحنا نشاهد المباراة ونتابع تحليلاتها عبر برامج التحليل المتنوعة في القنوات التلفزيونية ولم تعد تأتي ساعة او ساعتين الا والمشاهد قد تشبّع بالمباراة وتحليلها واراء المدربين والاعبين وكل ما يتعلق بها ولم يعد بحاجة الى صحيفة ورقية ستاتيه بأخبار ( بائته ! ) كما يقولون .

وما الاحداث عنا ببعيد حيث حصل الانقلاب في تركيا وتابعه الناس وانتهى بكل ما فيه وعادت الامور الى مسارها وكل هذا حدث والصحف الورقية في سبات عميق فمن سيشتري صحيفة ستأتيه بخبر مضى عليه قرابة ( 48 ) ساعة ! .

والصحف الورقية بنفسها تعرف انها اصبحت تأتي متأخرة لذلك فان الكثير من الصحف اصبحت تفعّل الجانب الالكتروني فيها وتحدثه بحسب الاحداث الجديدة لكي تكسب استعادة ثقة المتابعين وتعيدهم الى مشاهدتها مجددا . وهنالك صحف ورقية اصبحت تعتني بالجوانب المعرفية كحل بديل لجذب الجمهور فأصبحت تقدم الكثير والكثير من المعرفة لكي تجذب انتباه القارئ العاشق للمعرفة وبعض الصحف اصبحت تقدم تحليل الخبر خصوصا اننا اصبحنا في زمن الخبر فيه موجود في كل مكان ولكن الناس تفتقد لتحليل الخبر وبالتالي فان تحليل الاخبار تجعل المشاهد يعود للصحيفة ليوسّع مداركه حول ابعاد هذا الخبر . وفي النهاية فان الصحف الورقية لا تزال تحاول البقاء في صراع الصحف الالكترونية التي اصبحت تواكب الخبر لحظة بلحظة ، واصبحت الصحف الورقية تقوم ببعض الحلول لمواجهة سرعة انتشار الاخبار فهل يمكنها ان تنجح في ذلك وهي تطبع ليلا وتوزّع في وقت محدد جدا ومتأخر !.

حمد عبدالعزيز الكنتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى