(مكة) – الرياض
دأبت المملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه – ، وانطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف على ترسيخ مبادئ الإنسانية بالبذل والعطاء والدعم لجميع القضايا الإنسانية، انطلاقا من سياستها الثابتة الداعية الى التعاون بين الدول والشعوب من أجل تعزيز السلام العالمي والمحافظة على المكتسبات الإنسانية دون تمييز بين دين أو عرق.
وكان للمملكة حكومة وشعباً تفاعل ملموس مع القضايا الإنسانية من خلال تقديم الدعم للمنكوبين وإغاثة الملهوفين في أي مكان في العالم يتعرض للمحن والكوارث؛ حتى صارت المملكة ولله الحمد رائدة في العمل الإنساني، والإغاثي ومن أكبر الداعمين له.
وفي سياق ما تقدمه المملكة العربية السعودية على الصعيد الإنساني رصد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر تقرير مفصل بعنوان (أيادٍ إنسانية) الخدمات الانسانية والصحية التي قدمتها المملكة العربية السعودية للجرحى والمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم داخل المملكة وخارجها.
وفيما يلي نص التقرير:
أولاً: مسيرة العمل الإنساني للمملكة العربية السعودية
مع استمرار مسيرة الخير والعطاء التي يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نجد أن برامج المساعدات الإنسانية وضعت المملكة بين أكبر دول العالم على مستوى تقديم المنح والمساعدات والإغاثه حيث تشيرة الإحصاءات إلى أنها تتصدر جميع دول العالم في نسبة ماتقدمه من مساعدات بالنظر إلى إجمالي دخلها الوطني، وتتمثل في مساعدات للدول المنكوبة وإعانات لمكافحة الجفاف ومساعدات لدرء الكوارث والإسهام في تخفيف معاناة المصابين بالزلازل والفيضانات والسيول وتقديم المساعدات غير المستردة والقروض الميسرة لتنفيذ برامج ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى تدشين البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية خصوصاً أن هذا البرنامج أعاد الأمل في الحياة لحالات نادرة وغير قابلة للعلاج .
ولعل معاناة الأطفال السياميين رغم حرمانهم من تمتعهم بحياة طبيعية مثل أقرانهم وانعكاس ذلك على نفوس ذويهم استدعى قيام المملكة بواجبها الأنساني للتصدي لهذه المأساة من هذا البرنامج الذي أجرى 40 عملية ناجحة منها عمليات فصل لتوائم سيامية من جمهورية اليمن جعل المملكة في مصاف الدول الأولى في هذا المجال حيث أكد الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر أن المملكة العربية السعودية هي الأكبر عالمياً في مجال دعم العمل الإنساني والإغاثي وأنها تستحق لقب “مملكة الإنسانية” من خلال مبادراتها الانسانية وحجم التبرعات والمساعدات التي تقدمها للشعوب المتضررة سواء بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية .
وإيماناً من المملكة بأهمية دعم العمل الإنساني صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كمنوذج حضاري وتعبير حقيقي وعملي لإغاثة المنكوبين في أي مكان في العالم، مؤكداً الدور الريادي الذي اضطلعت به المملكة تجاه دول العالم خدمة للإنسانية .
ثانيا : الأوضاع الصحية في اليمن:
يواجه النظام الصحي في اليمن انهياراً في الكثير من المناطق التي تتعرض للحصار والقصف من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح حيث ذكر التقرير الصادر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية / ocha / في نوفمبر 2015 قد أدت أكثر من سبعة أشهر من النزاع إلى تفاقم شديد في حالة الطوارئ الإنسانية واسعة النطاق التي كان اليمن يعاني منها في السابق .
وتشير تقديرات الشركاء حالياً إلى أن 21.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة بزيادة قدرها الثلث منذ بدء الأزمة في منتصف مارس / آذار 2015 .
وقد طرأت زيادات كبيرة على الاحتياجات في القطاعات الرئيسية بما في ذلك الأمن الغذائي والتغذية والمأوي منذ صدر اللمحة العامة عن الاحتياجات الإنسانية في يونيو حزيران 2015 .
وارتفعت انتهاكات النزوح وحقوق الإنسان أيضا إلى حد كبير ، حتى قبل الأزمة الحالية ، كان اليمن يواجه مستويات هائلة من الاحتياجات الإنسانية ، وكان (15.9) مليون نسمة 61% من السكان يتطلبون نوعاً من المساعدة الإنسانية في أواخر عام 2014م .
وقد نجمت هذه الاحتياجات عن سنوات من الفقر وانعدام التطور والتدهور البيئي والنزاع المتقطع وضعف سيادة القانون – بما في ذلك انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان ، وارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة انسانية باستمرار في الفترة من 2012 إلى 2014 ، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد الواحد – الذي كان بالفعل هو الأدنى في العالم العربي – من 590 دولاراً إلى 500 دولار ، مما فرض ضغوطاً على آليات التكيف في المجتمعات الضعيفة .
وطوال هذه الفترة كان انعدام الأمن الغذائي في حدود (10.5) مليون نسمة ، وكان أكثر من 13 مليون شخص يفتقرون إلى المياه النظيفة ، وما يقرب من (8.5) مليون شخص يفتقرون الى الرعاية الصحية ، وظل حوالي (350.000) شخص نازحين نتيجة للنزاعات المحلية .
وأسهمت المساعدات الإنسانية في إدخال بعض التحسينات خلال ذلك الوقت، بما في ذلك انخفاض معدلات سوء التغذية الحاد بنحو 10% في عام 2014 ، وبدء تنفيذ برنامج حلول دائمة للنازحين على المدى الطويل.
وتشير كذلك تقارير صادرة من وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية ومن منظمات دولية أن الصراع المسلح في اليمن أدى إلى تدمير العديد من المرافق الصحية في المحافظات اليمنية سواء بشكل جزئي أو كلي ومنها المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات الذي أثر بشدة على تقديم الرعاية الطبية للسكان وخاصة للمحتاجين إلى إجراء جراحات فورية في المناطق المتأثرة بالصراع ، ويعاني القطاع الصحي نقصاً في الكوادر المحلية المؤهلة حيث تعتمد كثير من المستشفيات على خدمات الكوادر الأجنبية التي غادرت البلاد نتيجة الصراع المسلح ولعل المعضلة الكبرى التي أظهرتها تلك التقارير أن اليمن لن يتمكن من تحقيق ثلاثة أهداف ترتبط بالقطاع الصحي ضمن أهداف التنمية وهي خفض وفيات الأطفال وتحسين صحة الأمهات ومكافحة بعض الأمراض الوبائية ، وعلى ضوء التقارير الأممية والرسمية حول الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني فقد ذكر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (OCHA) الصادر في نوفمبر 2015 الذي أشار الى أن (يوشك النظام الصحي في اليمن على الانهيار ، حيث لا تتوافر الرعاية الصحية الأساسية لأكثر من 15.2 مليون شخص ، وقد أغلقت 160 منشأة صحية على الأقل بسبب غياب الأمن ونقص الوقود والدواء) .
وقد تضررت المنشآت الصحية بشكل مباشر من أكثر من 50 حادث أمني، وتشمل هذه الحوادث الضرر بالمنشآت أو الهجوم عليها أو سيطرة الجماعات المسلحة عليها .
ولم يعد بمقدور من يحتاجون الرعاية الصحية الوصول إليها ، ويشمل هؤلاء المصابين من جراء المعارك ، كما أوشك مخزون أدوية الأمراض المزمنة في المستشفيات على النفاذ ، ومن بينها أدوية السرطان والسكري وضغط الدم المرتفع ، كما يهدد نقص الوقود بفساد الأدوية القابلة للفساد التي تحتاج الى التبريد ، وبدون توفر حملات التطعيم من المحتمل تفشي مرض الحصبة وعودة مرض شلل الأطفال للمرة الاولى منذ عام 2006 .
وقد خلصت تلك التقارير الى نتيجة مأساوية تشير بأن النظام الصحي في اليمن على حافة الأنهيار وصعوبة استعادته في المستقبل القريب الأمر الذي سيؤدي الى مزيد من تفاقم الوضع الصحي ما لم يتم تقديم المساعدات الطبية اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وهو الأمر الذي استجابت له المملكة العربية السعودية في مساعدة النظام الصحي في اليمن والحد من انهياره من خلال تقديم الخدمات الصحية والطبية والعلاجية والنفسية والاجتماعية للجرحى والمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم بالداخل والخارج وتقديم الخدمات الطبية الطارئة لإنقاذ الحياة ، وتقديم الخدمات الطبية للمحافظة على استمرار الحياة ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية ، والمساعدة على استمرار عمل المنشآت الصحية باليمن من خلال الدعم بالأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة التعويضية ، وتأهيل المرضى والجرحى طبياً ونفسياً واجتماعياً .
ثالثا : الموقف السعودي تجاه الأزمة اليمنية :
انطلاقا من رسالة المملكة العربية السعودية الإنسانية كعضو في المجتمع الدولي فقد كانت سباقة الى تقديم المساعدات للجمهورية اليمنية منذ عقود وحتى اللحظة في مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما وقع زلزال ذمار باليمن في 13 ديسمبر 1982م بقوة (6) درجات ريختر وخلف 2800 قتيل وأصيب فيه 1500 شخص، قامت المملكة بتقديم مواد الانقاد العاجلة وبناء المساكن والمدارس والمستشفيات وحفر الآبار ومكافحة العديد من الأمراض الوبائية ، كالحصبة وشلل الأطفال والملاريا للحفاظ على سلامة الوضع الصحي أثناء الكارثة .
وفي ظل الأزمة الأخيرة التي يتعرض لها الشعب اليمني حرصت المملكة أن تكون أول من استجاب لنداء الأمم المتحدة العاجل لإغاثة اليمن حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقديم مبلغ 274 مليون دولار من خلال قيام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم الغذاء والدواء والإيواء والاهتمام بالأطفال والأمهات وتأهيل المرافق الصحية لتشمل كافة محافظات اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين والعالقين خارج اليمن وتوقيع الاتفاقيات مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وذلك لتخفيف معاناة الشعب اليمني والسعي لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية لهم .
رابعا : أوجه الخدمات الإنسانية المقدمة للجرحى والمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم :
تولى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مسؤوليات هذا الدعم والتمويل والمساندة سعياً للعمل على توفير واستمرار الخدمات الصحية في اليمن وتأهيل المرضى والمصابين والجرحى من خلال دعم الجهات الحكومية اليمنية بالتنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة في المجال الصحي وفق خطة عمل وبرامج تنفيذية مدروسة .
1 – آليات تقديم الرعاية الصحية .
تتم آلية تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم وفق خطط مدروسة تم إعدادها من قبل مختصين روعي فيها أعلى مستويات الدقة والمتابعة سواء داخل المملكة أو خارجها وفق الإجراءات التالية :
أ – داخل المملكة :
يتم دخول الجرحى والمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم عبر المنافذ الرسمية بين المملكة واليمن بالتنسيق بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ووزارة الصحة السعودية .
– الحالات التي تحتاج إلى إجراء طبي بسيط يقدم لها الاجراء الطبي المناسب بالمنفذ وعند استقرارها تعود إلى الجانب اليمني .
– الحالات التي تحتاج إلى إجراء طبي متقدم تنقل الى مستشفى شروره بواسطة سيارات الاسعاف التابعة لوزارة الصحة السعودية أو هيئة الهلال الأحمر السعودي المتواجدة في المنفذ .
– الحالات التي لا يتوفر الاجراء الطبي المناسب لها في مستشفى شروره يتم التنسيق مع مستشفيات نجران وينقل المريض لها من قبل المستشفى .
– الحالات التي يتعذر علاجها في مستشفيات نجران ينسق لها مع مستشفى عسير المركزي كمستشفى مرجعي للمناطق الجنوبية وينقل لها لاستكمال العلاج .
– الحالات التي يتعذر علاجها في مستشفى عسير المركزي تنقل للعلاج الى مستشفيات متخصصة خارج المملكة ضمن الاتفاقيات المبرمة من قبل المركز وبالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية .
ب – خارج اليمن غير المملكة العربية السعودية (الدول المجاورة) :
– تحديد الحالات التي هي بحاجة ماسة للعلاج خارج اليمن من قبل لجنة طبية مكلفة من قبل وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية داخل المملكة .
– تجهيز طائرة (الخطوط اليمنية ) لنقلهم الى الدول المبرم معها اتفاقيات (الاردن والسودان) .
– يتم استقبالهم في كل من الدولتين (الاردن والسودان) بعد التنسيق المسبق معهم حيال استقبال الجرحى اليمنيين .
– يتم ادخال الجرحى الى مستشفيات القطاع الخاص بالاردن ومستشفى الهلال الأحمر الأردني ، أما بالسودان في المستشفيات الحكومية في الخرطوم ومدينة مروي الطبية بمروي .
– يتم تأمين السكن والاعاشة والتنقلات للمرافقين والجرحى الذين لا يحتاجون رعاية طبية داخل المستشفيات .
– يصرف مبلغ مصروفات نثرية وعلى فترات لكل جريح (300) دولار .
– تم تأمين الاجهزة والمستلزمات الطبية للجرحى وحسب حالتهم الصحية مثل (كراسي كهربائية ، عكازات … الخ) .
– تم تركيب اطراف صناعية للجرحى اليمنيين حسب حالتهم الصحية وتأهيليهم .
– تم تركيب عيون تجميلية للجرحى اليمنيين الذين فقدوا أعينهم .
– بعد انتهاء علاج الجريح وتماثله للشفاء يتم تأمين تذاكر الطيران للعودة الى بلده اليمن من خلال الطيران (الخطوط اليمنية) .
ج – ابرام اتفاقية تنفيذية مشتركة مع جمعية الهلال الأحمر الأردني لتقديم خدمات العلاج والاسكان والتنقل للجرحى اليمنيين ومرافقيهم بالاردن .
– ابرام اتفاقية تنفيذية مشتركة مع جمعية الهلال الأحمر السوداني لعلاج الجرحى اليمنيين في مدينة مروي الطبية .
– ابرام اتفاقيات تنفيذية مشتركة مع مستشفيات القطاع الخاص باليمن لعلاج الجرحى اليمنيين داخل اليمن بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والاسكان اليمنية .
2 – الخدمات الصحية المقدمة :
أ – خدمات علاجية .
تعد الخدمات العلاجية مكون رئيس في الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للمصابين والجرحى يقوم بها الطواقم الطبية المسؤولة عن الأعمال العلاجية في المستشفيات ومراكز العلاج المتخصصة وتتناول علاج الحالات المكتشفة من الفحص الطبي وعلاج الحالات المرضية الطارئة مع الاهتمام بالحالات الخاصة التي تعرضت لإعاقة جزئية أو كلية ومتابعة علاجها والتأكد من استخدامهم للأطراف الصناعية والاجهزة التعويضية ، وقد حظي الجرحى والمصابين اليمنيين ومرافقيهم وذويهم باهتمام خاص من المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية في تقديم أفضل الخدمات العلاجية لهم سواء داخل المملكة أو خارجها على النحو التالي :
– الجرحى اليمنيين الموجودين في مستشفيات مناطق المملكة يتم نقلهم إلى مستشفيات منطقة نجران لاستكمال المتابعة والعلاج ضمن الخطة المعتمدة حيال علاج الجرحى اليمنيين .
– يتم تأمين السكن والتنقل ومصروفات الإعاشة لهم .
– بعد انتهاء علاج الجريح وتماثله للشفاء يتم تأمين وسائل نقل للعودة الى اليمن بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية .
ب – تأهيل طبي : يعد التأهيل بشكل عام عملية مستمرة ومنظمة وشاملة هدفها إيصال الفرد العاجز أو المعاق إلى أقصى مستوى يمكنه الوصول إليه من النواحي الطبية والإجتماعية والنفسية والتعليمية والمهنية والاقتصادية .
وبناء عليه فإن للتأهيل الطبي دور مهم في عملية التأهيل الكلي للفرد وركن أساسي في الحد من شدة الإصابة ومضاعفاتها .
وقد حظي الجرحى والمصابون اليمنيون الذين كانت لديهم إصابات نجم عنها بتر أو إعاقة بعناية خاصة في تأهيلهم عبر مراكز العلاج المتخصصة سواء داخل المملكة أو خارجها فالجرحى والمصابين اللذين يحتاجون إلى أطراف صناعية أو أجهزة تعويضية يتم التنسيق مع مراكز الأطراف الصناعية المتخصصة .
كما تم دعم مركز الأطراف الصناعية بمستشفى نجران العام بالإمكانيات وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة في المملكة للتعامل مع حالات البتر .
ج – مابعد العلاج : حظي الجرحى والمصابون اليمنيون ومرافقيهم وذويهم باهتمام لمرحلة مابعد العلاج حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات التالية :
– الجرحى المنتهي علاجهم يصرف لهم مبلغ ( 5000 ) ريال سعودي عند العودة لليمن .
– الجرحى خارج المستشفى ولديهم مواعيد مراجعة يتم متابعة مواعيدهم حتى نهاية علاجهم من تأمين السكن ومصاريف الإعاشة لهم ، ويصرف لهم مبلغ ( 5000 ) ريال سعودي عند العودة لليمن .
– في حالة وفاة الجريح يصرف لذويه المتواجدين داخل المملكة مبلغ ( 10000 ) ريال سعودي لكل شهيد وفق المسوغات الرسمية عند مغادرة مرافقه المملكة .
– الجرحى اليمنيون المتواجدون في مناطق المملكة وبعد انتهاء علاجهم يتم تأمين وسائل النقل لهم إلى منفذ الوديعة ويصرف لهم مبلغ ( 5000 ) ريال سعودي عند العودة لليمن .
3- أنواع الإصابات :
من واقع التقارير والتقييم الطبي لحالات المصابين والجرحى اليمنيين اتضح تنوعها بين الحروق من جميع الدرجات ، الجروح المختلفة ، الشلل ، الكسور المختلفة ، فقد لعضو من أعضاء الجسم ، الصدمات النفسية .
4- برامج المساعدات الطبية المقدمة :
قامت المملكة العربية السعودية بتنفيذ أكثر من ( 20 ) برنامجا طبيا لمساعدة الشعب اليمني استفادة منها أكثر من ( 15،982،060 ) يمني شملت توفير أكثر من ( 823 ) طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وتجهيز عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بالتعاون مع أكثر من ( 12 ) منظمة دولية وإقليمية بتكلفة بلغت حوالي ( 89.673.236) دولارا أمريكياً .
وقد جاءت على النحو التالي :
1- “برنامج تقديم الإغاثة العاجلة والإنسانية للعالقين واللاجئين اليمنيين في جيبوتي ( 1 )” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 10،752 لاجئا ، وشارك فيه المفوضية السامية لشئون اللاجئين ، ومنظمة الإونارس الجيبوتية ، ووزارة الصحة الجيبوتية ، وشملت الخدمات المقدمة فيه الدواء والغذاء والإيواء .
2- “برنامج تقديم الإغاثة العاجلة والطبية للعالقين واللاجئين اليمنيين في جيبوتي ( 2 )” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 7،337 لاجئا ، وشارك فيه المفوضية السامية لشئون اللاجئين ، ومنظمة الأونارس الجيبوتية ، والمؤسسة الملكية الخيرية المقدمة في البحرين ، ووزارة الصحة الجيبوتية ، وشملت الخدمات المقدمة فيه الدواء والغذاء والإيواء والماء .
3- “برنامج رعاية الأطفال والإمهات اللاجئين اليمنيين في جيبوتي” ، والمستفيدين منه 7،598 طفلاً وأماً ، والشريك منظمة الأمم المتحدة ( يونسيف ) ، والخدمة المقدمة تشمل الرعاية الطبية .
4- “برنامج تأمين أجهزة غازات الدم الشرياني ABG ” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 4،750 مريضاً ، وشارك في تنفيذه مركز القلب بالمستشفى العسكري بصنعاء ، والمستشفى الجمهوري بعدن ، وشملت الخدمات المقدمة في البرنامج حصول اللاجئ مريض القلب على الفحص والمساعدة في تشخيص المرض .
5- “برنامج تقديم الدعم الطبي للمنشآت الصحية بجيبوتي لاستقبال اللاجئين” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 3،472 لاجئا ، وشارك فيه وزارة الصحة الجيبوتية ، وشملت الخدمات المقدمة فيه حصول اللاجئ على الخدمات الصحية والأدوية .
6- “برنامج تقديم الدعم الطبي للمنشآت الصحية بالمحافظات اليمنية بالأدوية والمستلزمات الطبية” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 10،768 مستفيداً ، وشارك في تنفيذه وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة ( يونسيف ) ، وتضمنت الخدمات المقدمة فيه الخدمات الصحية والأدوية.
7- “برنامج تقديم الدعم الطبي لمراكز الغسيل الكلوي بالمحافظات اليمنية” ، والمستفيدين أكثر من 20،100 مريض ، وشارك فيه وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية ، وشملت خدماته حصول مرضى الفشل الكلوي على استمرارية الغسيل الكلوي .
8- “برنامج تقديم وتشغيل عيادات طبية متنقلة لمخيم اللاجئين في جيبوتي” ، والمستفيدين أكثر من 2،500 لاجئ ، والشريك في تنفيذه وزارة الصحة الجيبوتية ، ومنظمة الأمم المتحدة يونسيف ، ومؤسسة الرحمة الدولية ، وشملت خدماته حصول اللاجئين على الخدمات الصحية الأولية والطارئة .
9- “برنامج تقديم الخدمات الطارئة المنقذة للحياة للفئات الأشد ضعفاً في اليمن” ، والمستفيدين أكثر من 7،500،000 يمني ، والشريك في تنفيذه منظمة الصحة العالمية ، وشملت خدماته تقديم الخدمات الصحية والغذائية والصحة البيئية الطارئة وخفض الإصابة بالأمراض والوفيات .
10- “برنامج علاج الجرحى خارج اليمن ( في المملكة العربية السعودية ) “، والمستفيدين 3043 ، شخص، وشارك في تنفيذه وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية ، والخدمة المقدمة في البرنامج هي علاج الجرحى وتأهيلهم والحد من مضاعفات الإصابة .
11- “برنامج تهيئة وتشغيل المستشفى الجمهوري بعدن ( 50 ) سريراً” ، والمستفيدين 5766 مستفيداً ، والشريك في تنفيذه منظمة الصحة العالمية ، و وزارة الصحة العامة والإسكان اليمنية ، وشملت خدمات البرنامج الخدمات العلاجية والطارئة .
12- “برنامج المناشدة اليمنية التي أطلقها اليونسيف لليمن” ، وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج 2،700،00 مستفيد ، وشارك في تنفيذه منظمة الأمم المتحدة ( يونسيف ) ، وشملت خدماته التدخلات الطبية والغذائية والوقائية والدعم النفسي والاجتماعي .
13- ” برنامج تقديم خدمات العلاج والسكن والتنقل للجرحى اليمنيين بالإردن” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 532 مستفيداً ، وشارك في تنفيذه الهلال الأحمر الأردني والقطاعات الصحية الخاصة ، وشملت خدماته علاج الجرحى .
14- “برنامج علاج الجرحى اليمنيين بالسودان” ، وبلغ عدد المستفيدين منه 320 مستفيداً ، وشارك في تنفيذه جمعية الهلال الأحمر السوداني ووزارة الصحة السودانية ووزارة الضمان والشئون الإجتماعية ، وشملت خدماته علاج الجرحى .
15- “برنامج توفير الكوادر الطبية السودانية داخل اليمن” ، والمستفيدين حسب استيعاب المنشأة الصحية ، والشريك فيه جمعية الهلال الأحمر السوداني ووزارة الصحة والإسكان اليمنية ، والخدمة هي تقديم الدعم للكادر الطبي في التخصصات النادرة .
16- “برنامج توفير الكوادر الطبية داخل المملكة” ، والمستفيدين حسب استيعاب المنشأة الصحية ، والشريك وزارة الصحة السعودية وجمعية الهلال الأحمر السوداني ، والخدمة تقديم الدعم للكادر الطبي في التخصصات النادرة.
17- “برنامج تهيئة وتشغيل مستشفى مآرب” ، والمستفيدين 74480 ، والشريك منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان اليمنية ، والخدمة تقديم الخدمات العلاجية والطارئة .
18- “برنامج دعم مستشفى الثورة بتعز بمادة الأكسجين الطبي” ، والمستفيدين 90000 مستفيد ، والشريك وزارة الصحة والسكان اليمنية ، والخدمة إمداد المراكز الطبية والصحية بالإكسجين الطبي .
19- “برنامج دعم خدمات المياه والتعقيم والصرف الصحي المنقذة للحياة” ، والمستفيدين ( 5.517.434 ) ، والشريك الهيئة الطبية الدولية IMC ، والخدمة هي توفير الاحتياجات الاساسية لحياة اليمنيين .
20 – “برنامج علاج الجرحى اليمنيين داخل اليمن” ، والمستفيدين 750 جريحا ، والشريك وزارة الصحة والسكان اليمنية ، والخدمة هي تقديم الرعاية الصحية للجرحى اليمنيين .
5- الوصول الإنساني:
فيما يُشير التقرير الصادر من منظمة الصحة العالمية منذ مارس 2015 أن احتدم النزاع في اليمن دفع بالنظام الصحي في البلد إلى حافة الانهيار وقد تسبب انعدام الأمن ونقص سيارات الإسعاف في إغلاق واحد تقريبا من كل (4) مرفق صحية، وقد فر بالفعل الكثير من العاملين الصحيين من البلد وتعطلت إمدادات الأدوية والإمدادات الطبية، ويشكل التمويل المحدود عبئاً على قدرة الحكومة على مواصلة تشغيل المرافق الصحية .
وبسبب النزاع المتواصل والحصار الذي تطبقه ميلشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح على محافظة تعز والمحافظات الموالية للشرعية ضاق الخناق على الوصول الإنساني وبرزت معوقات جديدة أمام تقديم المواد الإغاثية إلى داخل اليمن ونقلها بأمان إلى المناطق المتأثره بالنزاع مما أعاق وصول المساعدات الإنسانية .
وقد قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع قوات التحالف العربي بعملية نوعية لكسر حصار تعز وذلك من خلال إسقاط ( 40 ) طناً من المساعدات الطبية والإغاثية في 13 يناير 2016 م ، على مواقع مختلفة من محافظة تعز واستمرت عمليات الاسقاط بعد ذلك حتى وصل إجمالي ما تم اسقاطة ( 140) طناً من المواد الإغاثية والطبية .
وأوضح بيان عن منظمة “ائتلاف” للإغاثة الإنسانية في ( تعز ) أن عملية الإنزال تمت بنجاح لكسر الحصار الخانق الذي تفرضه ميلشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح على محافظة تعز حيث تُشير المعلومات التي تردي الوضع الإنساني والافتقار إلى المواد الأساسية . كما تم توزيع الأدوية والمستلزمات بما فيها اسطوانات الأوكسجين على مستشفيات المحافظة .
خامساً : أوجه التعاون الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية والصحية:
وسعياً من المملكة العربية السعودية في تقديم مساعدتها الإنسانية والصحية بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة تتم عبر قنوات إيصال ذات موثوقية عالية وإشراف مباشر من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي حرص على التنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات الدولية والاقلمية الموثوق بها وتطبيق جميع المعاير الدولية المتبعة في البرامج الاغاثية والإنسانية .
وقد جاءت استجابة المملكة العربية السعودية لنداء الأمم المتحدة لإغاثة الشعب نموذجاً أمثل للشراكة والتعاون الدولي بين المملكة ممثلة بالمركز و المنظمات الدولية والإقليمية في تقدم المساعدات الإنسانية والطبية ومن أهمها : المنظمات الدولية ( منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة ( يونسيف )، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( اوتشا )، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، والهيئة الطبية الدولية، IMC .
أما المنظمات الاقليمية الشريكة في الخدمات الصحية فتشمل ( مؤسسة الرحمة الدولية، والمؤسسة الملكية الخيرية في مملكة البحرين، ومنظمة الاونارس الجبيبوتية، وجمعية الهلال الأحمر السوداني، والهلال الأحمر الاردني.
أما المنظمات الحكومية فتشمل : وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الصحة الجيبوتية، ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية.
سادسا: الاحتياجات المالية :
وفق التقرير الصادر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية OCHA في يونيو 2015 أن إجمالي الاحتياجات الصحية والطبية في اليمن عام 2015 هو ( 151.839.469 ) دولاراً ، وذلك لتنفيذ النشاطات الضرورية والقصوى لمستفيدين من الشعب اليمني .
وانطلاقا من إيمان المملكة العربية السعودية بدورها الانساني فقد قدمت أكثر من ( 89.673.236 ) دولاراً من خلال مشروع المساعدات الطبية الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية .
وقد شملت مبالغ المساعدات الطبية والصحية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لليمنيين :
أ- “مشروع المساعدات الطبية” بمبلغ 89.673.236 دولاراً.
ب – “برنامج تركيب الأطراف الصناعية”، بمبلغ 10.000.000 دولار.
ج- “دعم الهلال الأحمر اليمني”، بمبلغ 1.333.333 دولاراً.