الصحفي المتجول
توقف الكاتب (النحرير) عن الكتابة في الصحف التي يكتب إليها فجأة، وظل على هذا الحال لعدة أشهر متواصلة مضربًا عن الكتابة..رغم المحاولة والسعي من زملائه وأصدقائه وحتى المشرفين على هذه الصحف إقناعه بالعودة لممارسة الكتابة؛ نظرًا لما يتمتع به قلمه الرشيق والجريء من براعة وتناوله للمواضيع والقضايا بكل كفاءة واقتدار؛ فهو كاتب يفهم في كل شيء بدءًا من المواضيع السياسية ومرورًا بالاقتصادية والاجتماعية والأمنية والرياضية ولم تسلم قضايا المرأة والطفل والصحة والشؤون ومطبخ المنزل من قلمه الناجح جدًا.. وفي وسط هذه (المعمعة) والأخذ والرد ومحاولات الإقناع التي يقوم بها بعضهم وردت إلى أحد المسؤولين في الصحيفة التي يكتب لها رسالة من الخارج يقول فيها كاتبها: إنه هو الذي كان يكتب مقالات هذا الكاتب الكبير يعني(كاتب بالإنابة أو الوكالة) سموها كما تريدون وعرف نفسه بأنه كان يعمل سائقًا خاصًا (وبتاع كله) تحت كفالة هذا الكاتب ولخلاف مالي نشأ بينه وبين كفيله حيث عمل لديه لمدة ثمانية عشر عامًا متواصلة لم يتمكن من الاستمرار في العمل لدى كفيله ليعود إلى بلاده – وشرح بعض المهام التي كان يقوم بها فقال حضرة السائق إنه يحمل شهادة الماجستير وكان أصلًا يعمل في صحيفة ببلده كمحرر صياغة، ولكن للظروف الصعبة التي تمر بها بلاده فقد تم فصله من العمل هناك واضطرته لقمة العيش للقدوم والعمل كسائق لدى هذا الكاتب، ومن هنا فقد كان يقوم بكل شيء – سائق العائلة وحارس (وشيال عيال) ومراسل ومزارع منزلي إضافة إلى كاتب – حيث كان الكاتب الأصلي الذي تنشر له المقالات يطلب إليه كتابة مقالاته التي كانت لها (شنة ورنة) وردود أفعال جيدة.. وهكذا انكشف المستور (وبان الضاع) واختتم هذا السائق رسالته إلى مسؤول الصحيفة بطلب البحث له عن عمل مناسب ككاتب في الصحيفة مستندًا في ذلك إلى المقالات التي كانت تنشر للكاتب المزيف كدليل على مستواه الصحفي! إنموذج لما يفعله بعض الكتاب والمثقفين وليس كلهم بالطبع، بل بعضهم الذين يعتمدون على الآخرين في كتابة مقالاتهم وصياغة أفكارهم أما هم فيكتفون بوضع أسمائهم في ذيل المقالة (يعني يعني شوفوني أنا الكاتب الأصلي وبالمعنى الصحيح بصمنجي) وهذا ينطبق أيضًا على فئة من المثقفين وبعضهم من علية القوم الذين يحصلون على درجات الدكتوراه والماجستير على حساب الآخرين نتيجة حصولهم على بحوث جاهزة يتم شراؤها أو يقوم بعض الوافدين بما في ذلك المزارعين ورعاة المواشي والجزارين بإعدادها وتجهيزها لهم والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة وبعضها مثير، وقد لايصدقه العقل أذكر من ذلك أن أحدهم حصل على درجة الماجستير في الجيولوجيا ليتضح فيما بعد أن رسالته مسروقة من كتاب في علم الجيولوجيا يخص مهندس عربي شهير !.
تعريف الخبر الصحفي: يعتقد البعض أن الخبر الذي يستحق النشر هو ثعبان يلدغ إنسانًا، ولكن الحقيقة هو العكس فالخبر الصحفي الذي أحق بالنشر:هو إنسان يلدغ ثعبانًا وهذا هو الأغرب والمثير في الخبر لأن حكاية ثعبان يلدغ إنسانًا يُعد أمرًا عاديًا ولا جديد فيه حيث يتعرض آلاف البشر يوميًّا للدغات الثعابين ونادرًا ما يتعرض ثعبان للدغة من إنسان – وللعلم فإن لدغة إنسان هذا العصر خطيرة وقاتلة أكثر من لدغة الثعبان فبعض الثعابين بالنسبة للإنسان (مساكين)!.
أحمد سعيد مصلح
أستاذ أحمد.. سلمت يمينك..هذا غيض من فيض..في مسألة الكتابة بالوكالة أو بالإنابة..لافرق فكلهم ياعزيزي لصوص..
أما بالنسبة لمسميات أكادمية كمسمى(دكتور)فلا أعلم هل صاحبها يجد في نفسه الراحة النفسية الكاملة من حيث شهادة غير سليمة؟
الله يصلح الحال..