ما إن نكون في مقر أعمالنا اليومية، أو نكون في مجالسنا الخاصة، أو حتى عبر مجموعات التواصل الاجتماعي “الواتساب”، إلا وتنطلق كلمات النقد تجاه دائرة معينة من الدوائر الحكومية أو الخاصة، فلا يفرغ أحد منا في توجيه اتهامه أو نقده، وما أن يُخرج كل مافي نفسه من إشكاليات وينتهي ،حتى يبدأ الآخر في استلام المبادرة بتوجيه الانتقادات لدائرة أخرى، وهكذا، وقد يكون من ضمن هذه الدوائر المنتقدة دائرة أحد من المنتقدين..!!، وإن كان هناك حقيقة دوائراتجهت بالفعل نحو تحسين عملياتها الإجرائية،وعلى سبيل المثال رئاسة الحرمين،وإدارة الأحوال المدنية،وإدارة الجوازات..،ولا أعلم وإلى متى ونحن نعدد وننتقد سُوء الخدمات المقدمة؟ولا أعلم وإلى متى لا يشعر المسؤول بحجم العتب،وبحجم العشم في نفس الوقت من المواطنين؟،فمامن شك أن هذا المسؤول حين استلم منصبه،وهو يعلم تماما أنه لولا خدمة المواطن لما وُجد في منصبه ومكانه أساسا،لكن يبدو من جهة أخرى أن مثل هذا المسؤول يسير على خطى مفهوم المثل المتداول “إذن من طين وإذن من ….”.
وتُحسِن بعض الجهات الحكومية، ومن خلال إدارة العلاقات العامة في تقبل المقترحات أو الشكاوى والملاحظات، والتفاعل معها جيدا من حيث توضيح وجهة النظر، أو الوعد في تلافي الملاحظات، وتضيف كرما منها وتأدبا بتقديم الشكر والتقدير على هذه المشاركات، وهذه الطريقة طبعا هي إحدى طرق من يسعى فعلا إلى تطبيق مفهوم الجودة الشاملة في عمله، بل ويعدها من يريد التحسين والتطوير المستمرين خدمة مجانية مقدمة من المستفيد أو العميل، ومن ضمن هذه الجهات الحكومية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تتعاطى مع الإعلام كل ما يفيد مجال عملها الرسمي، ولذلك نجد بين فترة وفترة أخرى، خدمة جديدة مقدمة، ولا زلنا نطمح بالمزيد من الخدمات المبتكرة، والفاعلة،”فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم”.
وفي الجانب الآخر، أمانة العاصمة المقدسة، وعلى الرغم من الانتقادات المنشورة على صفحات الإعلام، أو من خلال مجموعات التواصل الاجتماعي ومنها مجموعة”أصدقاء المجلس البلدي”بمكة المكرمة، أو من خلال شكاوى المواطنين عبر الرقم (940) من حيث تدني مستوى النظافة،وكماهو معروف مسبقا من تفرغ العمالة للقيام بعملية التسول، أو من حيث قصورالخدمات العامة،أوالمشكلةالمزمنة “المطبات”والتي اتلفت كثيرًا من العربات،وهنا نجد أن الأمانة أطبقت الصمت تماما،فلاتفعيل في الخدمات الواجبة.. ولاتجاوب على أغلب الملاحظات الواردة،أوحتى تلك المقترحات المأمولة،مع العلم من وجود قسم للعلاقات العامة يقف على رأسه علم في الإعلام، وهنا نعلم جيداأن هناك بعض الأمور الإدارية،والتي والتي ربمالايستطيع المسؤول البوح بها أحيانا من عقبات وخلافه، ومن باب الإنصاف أيضا هناك بعض خدمات أخرى جيدة تذكر، وعلى سبيل المثال: الحديقة المفتتحة مؤخرا بجوار مستشفى مدينة الملك عبدالله الطبية، ومع ذلك فمن الغريب فرضية عدم وصول هذه الملاحظات للأمانة، ومن الأغرب عدم التجاوب معها، إلا إذا وعلى طريقة المثل العامي “الشق أكبر من الرقعة”،ولا نرجوذلك فمكة المكرمة قبلة الدنيا تستحق منا أكثر مما يقدم لها من أمانة العاصمة المقدسة.
عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
لقد أوجزت في نهاية مقالك ….فعلا الشق أكبر من الرقعة.
لكن لاحياة لمن تنادي إذا أوكل الأمر إلى غير أهله وضاعت الامانة….