لا أظن أردوغان يهجس بعودة الخلافة فضلًا عن أن يخطط لها، أقول هذا تطمينًا للمرعوبين من تاريخ الخلافة الإسلامية كي يقرؤوا الأحداث الجارية بغير هلع، فأردوغان، فيما يبدو لقراءتي المتواضعة، يتحرّك بطموحه داخل بلاده فحسب، وهو ينتمي لدينه الإسلامي باعتزاز، كما ينتمي لحزبه “العدالة والتنمية”، ولديه طموحات كما لدى غيره، وهو سياسي ناجح، يريد لتركيا سيادة دولية كأي رئيس يتمنّى لدولته هذه السيادة، غير أن الفرق يكمن في أن أردوغان، كما هو حال النظام الديموقراطي، ملتزم بميثاقه مع شعبه، وعلى استعداد لتسليم السلطة مستقبلًا وفقًا لشروط الديموقراطية وليس لشرط الانقلاب، وعلى هذا صادق شعبه، فكان ما كان.
ينضاف إلى ما سبق أن حسّ أردوغان وانتماءه لهوية بلاده التاريخية له حق مشروع له، فمن حقّه أن يعيد تركيا إلى ما قبل أتاتورك إن أراد ذلك وتهيّأت له الأمور، أي يعيدها إلى هويتها الإسلامية العميقة بعد أن خربت على يد كمال أتاتورك، ومن حقّ كل من ينتمي لتاريخ تركيا ويراه الناطق عن هوية هذه البلاد استنادًا إلى تاريخ الخلافة العثمانية أن يتمنّى لإردوغان التوفيق والنجاح، وليس من حقّ المسكونين بالهلع من الخلافة أن ينكروا هذا الانتماء على أحد أو يثرّبوا على أحد يتعاطف مع هذا الانتماء بسبب خوف التمدد الإمبراطوري، لأنّ هذا لن يحدث في ظل وجود الأعراف الدولية، وهو غير وارد إطلاقًا في ذهن أردوغان – أزعم هذا – وإنما غايته أن يعيد بلاده إلى هويتها التاريخية وتطلعاتها السياسية والقفز بها إلى مصاف الدول المتقدّمة بغير تبعية أو خنوع تحت شروط دولية مذلّة، وهذا من حقّه أيضًا ومن حقّ بلاده، فإن احترمه الناس فلأنّه فعل هذا ونجح في ظل التآمر الدولي على نجاحه، فما على من يباركون نجاحه ويعجبون به أيّ تثريب، فالناجحون يستحقون الاحترام في كل مكان، فضلًا عن أن يكون هذا الناجح قد أعاد إلى بلاده انتماءها الإسلامي الذي كان أساس سيادتها في السابق، وهذا هو السبب الذي جعل بعض قادة العالم الغربي وبعض الليبراليين ممّن يحذون حذوهم من العرب يرون فيه طيف الخلافة العثمانية المرعب.
أما الخلافة من حيث هي فهي قَدَرٌ إسلامي لا يملكه إردوغان ولا غيره، لا داعشّي ولا رافضيّ، وإذا شاء الله لها أن تكون فلن يصرفها صارف كائنا من كان، لما ورد في حديث حذيفة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، و ذكر حديث الخلافة بطوله، وفي آخره ” ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة ” (مسند أحمد : صححه الألباني)، وهذه الخلافة التي على منهاج النبوّة رحمة للعباد وليست عذابًا ولا وبالًا عليهم كما يحدث اليوم من قتل ونحر وحرق، فلا ينبغي أن تكون دعاوى الضُّلّال وغلمان الفتن سببا للخوف والهلع من هذه الرحمة لمجرّد أنّهم يدّعون زورًا أنهم مبعوثو الخلافة، أما أردوغان فزعيم سياسي شأنه شأن أي زعيم ناجح يريد لبلاده عمق الانتماء ورحابة المستقبل ومن المهم أن نقرأه و نقرأ سياسته داخل الفضاء السياسي المعاصر، حتى لا نحمّل خطاباته ما لا تحتمل، وحتى لا نحمّله أيضًا مسؤوليةً هو لم يفصح عنها ولم يقدّم نفسه راعيًّا لها أو مبشّرًا بها، فليطمئنّ كلُّ من تقضّ مضجعه أطياف الخلافة !.
سعود الصاعدي
بِسْم الله الرحمن الرحيم
المقال يوضح حقيقة اردقان والخلافه الاسلاميه صاحبها يملأ الارض صدق وعدل ويحبه جميع من سمع به حتى أعداء الاسلام يتبعوه لعدالته وصدقه مؤيداً من رب العباد لاتاخذه لومة لائم لاهو برسول مرسلا ولا كنه عبداً من عُبَّاد الله انزل الخالق له في قلوب خلقه محبته لعدله وصدقه ولا يفتتن به الناس ويجمع الخلق على عدله بين الأمصار ويفتح الابواب لمرتاديه اي كان طبيعة هذا الشخص ولايغلق الابواب من دونه وينشر شريعة الاسلام ولايوجد من يشكك ويكذب ويدلس حتى يستقيم كل معوج منحرف اوجاهل عن ملة الاسلام السمحه الوسطيه البعيده كل البعد عن المغالاه في الدين والحمدلله الخير قادم على أمة الاسلام والنصر حاصل على كل كاره للإسلام، تحياتي