لا زال الكثير من أهالي مكة المكرمة يتذكرون الشرارة الأولى التي أطلقها الحجاج الإيرانيون خلال موسم حج عام 1407هــ، حينما قاموا بتظاهراتهم رافعين شعاراتهم المصاحبة لصور الخميني، والتي كان من أبرز أهدافها التوجه صوب المسجد الحرام وإغلاق أبوابه ومنافذه على المصلِّين من الحجاج والمواطنين، والمناداة بالخميني إمامًا مقدَّسًا – حسب تعبيرهم – على المسلمين، وإرغام الحجاج والمصلِّين على المبايعة، وإعلان مدينة “قم الإيرانية” بلدًا مقدَّسًا يَحُجُّ إليه الجميع بدلاً من مكة المكرمة والمدينة المنورة وسائر المقدسات، والسعي لقتل إمام الحرم المكي الشريف، والسعي لحرق أجزاء من الكعبة المشرفة إمعانًا في الإهانة للأمَّة الإسلامية، وإلحاق الأذى بكرامة المسلمين، وصرف المسلمين إلى غير الكعبة المشرَّفة.
وبعد أن فشلت تلك المحاولة، بدأت الحكومة الإيرانية في وضع صيغ وبرامج أخرى تسعى من خلالها لجذب أنظار العالم الإسلامي، فنراها تارة تدعي رفض حكومة المملكة العربية السعودية للإيرانيين بأداء فريضة الحج، بهدف تأليب المسلمين ضد المملكة وقادتها، وإظهار الإيرانيين كشعب ضعيف مقهور يمنع من الحج. وتارة نراهم وقد انتهجوا أسلوب الخداع والمراوغة، من خلال تأكيدات مسؤوليهم بالرغبة في أداء فريضة الحج مع التزامهم بكافة النظم والإجراءات المُتبعة، فصدقت وزارة الحج والعمرة أقوالهم وسعت نحوهم بجد واجتهاد فعملت على التوصل وإيجاد الحلول لكافة العوائق التي تمكن الإيرانيين من أداء فريضة الحج، وكان أبرز ما سعت الوزارة إليه مع وفد رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق مايلي :
• إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية .
• مناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني.
• الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم، حيث تم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك.
غير أن الإيرانيين ورغم كل ما قدم لهم غادر وفدهم أراضي المملكة دون التوقيع على اتفاقية الحج، معتقدين أنهم بخطوتهم هذه قد كسبوا رهان اتهام حكومة المملكة بسعيها لرفض استقبال الحجاج الإيرانيين، متناسين أن العالم الاسلامي شعوبًا وحكومات قد كشف زيف حكومتهم، وأدرك أنهم يسعون لتسييس شعيرة الحج والمتاجرة بالدين .
أحمد صالح حلبي
يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين