لايزال الحديث غضاً طرياً عن رؤية السعودية الجديدة التي طرحت حزمة من الإصلاحات الشاملة للدولة في السياسة والاقتصاد ومناح عدة. ويتداول الساسة في الشرق والغرب هذه الرؤية بكثير من التحليل والاهتمام، كما أن وسائل الإعلام الشرقية والغربية والعربية ووسائل التواصل الاجتماعي متخمة بالحوار والمناقشة حول تلك الرؤية.
ترى هل رؤية التحديث والإصلاح مجرد حلم عابر أم هي رؤية حقيقة تستلهم الماضي وتستثمر الحاضر وتستشرف المستقبل رؤى المتفائلين تقول إنها ليست مجرد حلم، بل هي خطة عمل وخارطة طريق للخروج من عنق الزجاجة، والتطلع لمستقبل أفضل أما فريق المتشائمين والمشككين فلهم رؤيتهم الخاصة التي قد تكون مجرد وجهة نظر.
دع الحلم يمر، ودع الواقع يحكم فنحن في أزمة بل أزمات الأزمات العالمية تحيط بنا، وتحاول الرؤية الجديدة التعامل معهـا بشيء من الجد والحذر وكثير من العمل الدؤوب نحن بين خيارين إما الجمود على موروثات قديمة لاتتفق مع رؤى الإصلاح والتحديث أو الانطلاق نحو فضاء حديث أوسع.
في كل حركات التحديث القديمة والمعاصرة كان هناك مشككون ومتشائمون ومعارضون لايهم، فهي ظاهرة قديمة معروفة عبر الزمن والمهم أن نعمل بجد وجهد لدعم هذه الرؤية الحديثة التي لاتتعارض مع الدين والقيم أو التراث والتاريخ العربي القابل للتطور والتحديث، وإذا أردنا أن نكون في مصاف الدول المتقدمة فلابد من أن نتجه صوب التحديث بشكل تدريجي ومدروس وممنهج دون صراخ أو ضجيج فالهادئون الذين يعملون بصمت وتجرد وإخلاص هم الفاعلون دوماً في حركة التاريخ وهم رواد التأثير فيه مرضى النفوس يترددون في الحكم على الأشياء؛ لأن عيونهم فيها غبش وعمش.
لايكفي أن يتحرك الأفراد دون تحرك المؤسسات وأول عمل يجدر ملاحظته هو مكافحة الفساد والبيروقراطية فبدون ذلك تتعطل عجلة التحديث وتقف مركبة التغيير وتصبح الرؤى مجرد أفكار غير قابلة للعمل والتنفيذ. لايعني ذلك أن نستورد الأفكار والرؤى من الشرق أو الغرب فلنا تاريخنا وحضارتنا وخصوصيتنا، كما لهم تاريخهم وحضارتهم وخصوصياتهم ولايعني أيضا الجمود والانغلاق فالاستفادة من تلاقح الحضارات والاستفادة من تجارب الآخر الذي سبقنا بالبحث التجريبي والتقنيات والعلوم الحديثة ضرورة حتمية.
حين تتجه السعودية نحو بناء دولة حديثة معاصرة، فإن بوصلة التغيير لابد أن تكون حاضرة بجرأة وبقوة دون نظر لمثبط أومشكك أو قلقِ متردد، وهنا لابد أن نستحضر الدول التي خرجت من تحت ركام الحروب العالمية وويلاتهـا وأزمات الاقتصاد وتداعياتها واستطاعت برؤى التحديث أن تنافس بل تتقدم على دول أخرى لم يمر بهـا حروب أو أزمات كالتي مرت باليابان وسنغافورة مثلاً وشواهد التاريخ ماثلة في دول قريبة ومجاورة. وعلى الجميع أن يشارك في رؤى الإصلاح والتحديث إذا أردنا أن نتجه صوب دولة حديثة لاتعتمد على نفط الحقول بقدر اعتمادهـا على نفط العقول .
زين العابدين غرم الله الغامدي
اخي زين طابة الامسية
طرح رائع
والتفاؤل والتشاؤم هو اسلوب في التفكير وعلينا ان نفكر بإيجابية نحو كل قضايا الحياة لان المتفائل هو الواقعي ويرى ان هناك ابواب يجب ان لا تغلق. اما المتشائم فهو ضحية افكار مغلوطة ومحرفة في تفسير الواقع .الواقع بكل ابعاده ومتغيراته.