من يُتابع تحركات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بين دول العالم وفي المحافل الدولية يُدرك الدور الذي تضطلع به السعودية في الأحداث التي تعصف بمنطقتنا العربية، والأخطار التي تهدد بلادنا نتيجة عدم الاستقرار الذي تعيشه الدول التي تحيط بنا. والسعودية هي قلب الأمة النابض، ولها ثقلها السياسي والاقتصادي، وعليها أن تقوم بالدور المطلوب الذي يعزز الأمن والاستقرار في محيطها العربي والإسلامي .
ومن يستمع للكلمات التي يُلقيها الوزير الدبلوماسي، والردود التي يجيب بها على الأسئلة التي توجه إليه، لا يملك إلا أن يشعر بالغبطة والسرور للحنكة السياسية التي يمتلكها وزيرنا الشاب، فالجبير يرفض دائمًا وأبدًا أن يكون في موقع المتهم ليقوم بدور الدفاع عن التهم التي توجه لديننا الإسلامي تارة ولبلادنا تارة أخرى، والتي تدور كلها حول ترسيخ وربط الإرهاب بديننا ودولتنا، ذلك الإرهاب الذي لا يشاهده الغرب إلا من خرم الإبرة الضيق، ويفصلونه ثوبًا ذا مقاسات محددة كما يشاؤون ليلبسوه من أرادوا . ويضعف نظرهم وتُعمى بصائرهم عن الإرهاب الذي يتغذى ويترعرع بجهودهم ورعايتهم وبسبب مواقفهم الانتقائية والمنحازة ضد ديننا ودولنا.
يرفض الوزير المحنك أن يكون في قفص الاتهام أو ارتداء ثوب المحامي للدفاع عن تهم مُلفقة لديننا وأمتنا وبلادنا، ويتحول بمهارة السياسي الخبير إلى دور المدعي العام ليوجه التهم للغرب المتعجرف ولحلفائه الذين ينفذون خطط تدمير الأمة الإسلامية وإشعال الفتن في أرجائها، ويستخدم دائمًا لغة الأرقام التي لا تكذب، والحقائق المدعومة بالإحصائيات الموثقة، فيقلب الطاولة في وجه خصومه.
ولأن هذه الكلمات في زمن ثورة الإعلام الجديد يتم تداولها بشكل كبير، فإن أثرها في كسب الرأي العام والتأثير عليه كبيرة بشكل واضح، ولها وقعها على من كان له عقل رشيد أو اتصف بالموضوعية والحياد . ولذلك يحق لنا القول إن صناعة الأعداء لا تحتاج لفن قدر حاجته للعجرفة والغباء، أما صناعة الأصدقاء والحلفاء فتحتاج لفن ومهارة عاليتين وهو ما يقوم به وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بكفاءة واقتدار .
* رد الجبير على الدوبلوماسي الإيراني في بروكسل أنموذج لهذه المهارة.
طارق عبد الله فقيه
محنك أبا عبدالله وقلمك في الحق أفض وأجزل المديح الحق لرجل الدبلوماسية العربية تلميذ المغفور له بفضله تعالى سعود السياسة والجرأة في الحق.. إحتراماتي وتقديري..