عالم الصداقة عالم واسع جدا ، يختلف الناس فيه اختلافا كثيرا ، وهذا الاختلاف على كافة الاصعدة .. فهنالك من لديه ضبابية في مفهوم الصداقة ، فلا يفرق بين الصديق الخليل الحقيقي ، وبين الصداقة العابرة .. وبعضهم همه ان يصادق فحسب ، دون ان يضع شروط لهذه الصداقة ! فتجد انه لاحقا يجني الكثير من المشكلات ، بسبب ان قائمة اصدقائه تحوي الحسن والسيء ، ومن هو وهم اصلا ! ولا ينتمي للصداقة بصلة ! والاغرب من هذا وذاك ، ذلك الشخص الذي قد يصاحب في فترة عمرية معينة بعض الاصدقاء ، كأن يجتمع معهم في عمل ، او دراسة ، ثم يظن ان فراقهم هو الخطيئة الكبرى ، والخيانة التي لا تغفر ! وبالتالي يظل معهم ، حتى لو اعاقوه عن نجاحات كان يستطيع تحقيقها ! او اسواء من ذلك كله ، وهو ان يدرجوه في منزلق المخدرات ، او في سفاسف الامور ، وبعد ان يمر الزمن يكتشف بانه اصبح على هامش الحياة . وهنالك من يخاف ان يُتهم بالغرور ، او التكبر اذا ترك اؤلاءك الاصدقاء الذين لا يضيفون له شيئا في حياته ، فيظل يجاملهم على حساب نفسه ، واولوياته ، حتى تضيع منه الحياة ! وكما تقول القاعدة التخطيطية: ( اذا لم تُخطط ليومك .. فستكون من ضمن خطط الاخرين ! ) .
وبعضهم يكتفي في علاقاته مع الموظفين في العمل بوقت العمل فقط ، فاذا خرج من العمل لا يلتقي بهم .. وهناك من يقيم العلاقات على المستوى العمري ، فعلاقاته في الثانوية ، تختلف عن الجامعة .. وعلاقته في العمل ، تختلف عن علاقته بجيرانه ، وهكذا ، هو في كل عمر له صديق جديد ، وفي كل بيئة له صاحب متجدد . حكمة المقال : ليس كل من لقيته مرة … اصبح صديقا لك !.
كتبه : حمد عبد العزيز الكنتي