المحلية

وزير الشؤون الإسلامية: لقاء العلماء هو القوة الحقيقية للأمة الإسلامية

(مكة) – الرياض

أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ أن لقاء العلماء هو القوة الحقيقية للأمة الإسلامية، مبيناً أن العالم الذي يتولى قيادة الناس في الشأن الديني هو الذي يتولى قيادتهم في التوجيه، والإرشاد، وبيان ما يجب عليهم تُجاه أنفسهم، وتجاه أمتهم.
جاء ذلك في اللقاء العلمي الذي عقده مع الأئمة، والمفتين، ومديري المراكز والمدارس الإسلامية، في قاعة المحاضرات الكبرى بمكتبة الغازي خسرو بك الإسلامية بجمهورية البوسنة والهرسك، ضمن فعاليات زيارته الحالية للبوسنة والهرسك، حيث أزجى شكره في بداية اللقاء لفضيلة رئيس العلماء للمشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك المفتي العام الشيخ حسين كافازوفيتش على إتاحة هذه الفرصة للقاء بهم.
وأوصى وزير الشؤون الإسلامية الأئمة والمفتين ومديري المراكز والمدراس الإسلامية بقوة التوحيد والعقيدة والإخلاص في النفوس لله – جل وعلا -، موضحاً أن الإسلام باقٍ وماض بوعد الله – جل وعلا – .
وشدد على أهمية العلم وعظيم مكانته ومكانة حامليه لا سيما الذين يلون المناصب الشرعية قائلا: إن العالم لا يتميز إلا بأن يكون وارثا حقيقيا للنبي صلى الله عليه وسلم, كما جاء في الحديث الصحيح:( إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، ولذا قال في أوله: ( العلماء ورثة الأنبياء ), ولكن العالم الذي يحمل الإسلام وينشره ويبلِّغه ويؤديه ويجعل وجودَه في هذه الحياة فرصة عظيمة ومنة من الله تعالى على أن يتشرف بحمل هذه الرسالة، وإذا كان العلم بهذه المثابة وهذا الشأن في شأن العلماء الذين يحملون هذا الدين، فإن من يلون المناصب الإسلامية عليهم من المسؤولية في حمل الرسالة ما ليس على عموم العلماء، حمل الرسالة شرف عظيم وإذا كان معه وظيفة شرعية كانت نعمة من الله تعالى أن تُهيأ للعالم الوظيفة الشرعية لكي تكون وسيلة لنشر الهداية والرسالة، علماء الأمة الإسلامية كثير – ولله الحمد – وعلمهم بالكتاب والسنة وبالفقه الإسلامي كبير جدا.
وقال الوزير: إن الشأن اليوم هو في أداء حق هذه الرسالة, مشيراً إلى أن ثلاثة مسارات واجبة على العلماء أولها أن يحمل العلماء الرسالة بحق، والثاني أنه لا يمكن أن يكون لنا قوة في التأثير إلا بأن نكون كما أراد الله أمة واحدة، والأمة الواحدة لا تنظر إلى ما قد يكون من وجود بعض الاختلافات في النظرة إلى أمور الحياة الدنيا، وإنما تنظر إلى عظم الجامع بينهم وهو (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لذلك قال الله جل وعلا : ( ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم ) والنفس أحيانا يُحبب إليها أن تخالف، ولذلك قال الله بعدها: ( واصبروا ), كون الصبر على عدم تعظيم الخلاف مأمور به ومحتاجٌ إليه فسهل أن يذهب الإنسان مع نفسه ويعظِّم الخلاف ويقويه وتتفرق الأمة، لكن الصعب أن يحمل نفسه على الصبر حتى تجتمع الأمة وتتقوى.
تابع وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد يقول: المسار الثالث أن العلماء يعيشون ولهم قدوة كبيرة وأسوة وهم الرسل الكرام خاصة أولي العزم من الرسل الخمسة وآخرهم أشرفهم وأفضلهم محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام – فأولو العزم من الرسل سماهم الله جل وعلا أولي العزم؛ لأنهم أهل عزيمة وأهل صبر عزيمة على تحقيق الهدف، وصبر فيما يعترض طريقهم من عقبات، قال تعالى: ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ).
وحذر من الاستعجال والاستخفاف قائلا: ( إن الفتنة العظيمة التي تصيب الإنسان الذي يتبع الأنبياء وخاصة العلماء، هي الفتنة بالزمن الذي لا يُنصر فيه الحق”، مبيناً أن من المهمات العظيمة للعلماء أن يهتموا بصواب المسيرة لا بالنتائج قال الله جل وعلا ( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )، فالاستخفاف يعمله الأعداء ليحملوا أهل الإسلام، أتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – هذه الأمة، العلماء ليحملوهم على أن يتصرفوا التصرف الخطأ، مؤكداً أن وعد الله حق والصبر واجب وكذلك عدم الالتفات إلى الاستخفاف الذي يجعل المرء يخرج عن طبيعته وطوره ويفقد صواب العمل وصواب التفكير فيتصرف تصرفات تضر به وبالحق الذي يحمله.
وأوصى بتربية الناس على نوعين من العلم أولهما تعليم الديانة، والآخر تعليم العقل والحكمة، موضحاً أن المقصود بالعقل والحكمة ليس الدراسات الفلسفية وإنما حسن تصور الأحوال والأوضاع وكيفية التصرف؛ وأن الحكمة يعرِّفها بعض العلماء بأنها وضع الأمور في مواضعها الموافقة للغايات المحمودة منها، فالقرار الحكيم هو الذي ينظر فيه المرء إلى ما يترتب على تصرفه على مدى سنين طويلة لمصلحة الأمة الإسلامية.
وفي ختام اللقاء، شكر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الحضور، واستمع إلى مداخلاتهم، وأجاب عن أسئلتهم،كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
من جانبه، أشاد رئيس العلماء للمشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك المفتي العام الشيخ حسين كافازوفيتش بالكلمة الضافية التي ألقاها معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، التي حملت نصائح وتوجيهات تجمع – بإذن الله – شمل الأمة وتوحِّد صفها، وتنير الدرب للدعاة إلى الله والعاملين في مختلف مجالات العمل الإسلامي وعلى رأسها الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى -. مثمناً الدور الذي يقوم به في خدمة العمل الإسلامي في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لبلاد الحرمين الشريفين – حفظها الله -.
الجدير بالذكر أن زيارة الوزير صالح آل الشيخ للبوسنة والهرسك تحظى بعناية واهتمام كبير من العلماء والساسة في المجتمع البوسني، من خلال الاستعداد الكبير لها والتصريحات التي صدرت في وسائل الإعلام البوسنية المختلفة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى