متى ياحزمُ تَنحسِمُ الأُمورُ
وتُشفى بعدَ حسرتها الصّدورُ؟
لقد بلغَ الزُّبَى سيلُ المآسي
وزادتْ من تَشابُكها الأمورُ
وزاد تكالُبُ الأعداءِ لمّا
تشاغَلَ عنهم الأسدُ الهَصورُ
متى ياحَزمُ يُغلَقُ بابُ غدرٍ
ويُفتَحُ بابُ وَحدتِنا الكبيرُ؟
متى تُشفى المَحاجرُ من قَذَاها
وتخلو من أَفاعيها الجُحورُ ؟
متى ياحزمُ تبتسمُ المَرايا
ويشرحُ صدرَها الوَجهُ النَّضيرُ؟
كأني بالجبالِ تَصيحُ : هيَّا
وتَصرَخُ مثلَ صرختِها الصخورُ
وتَصرَخ مثلَها أغصانُ
بُنٍّ ورُمّانٍ وتنتفضُ الجذورُ
وتَرفَعُ صوتَها الكثبانُ :هيّا
فللأعداءِ دائرةٌ تدورُ
على حَدِّ الجَنوبِ لهيبُ نارٍ
وراءَ دخانِها شيءٌ خَطيرُ
وفي اليمن الجريحِ تَهُبُّ رِيحٌ
وراءَ غبارِها فِتَنٌ تَمورُ
تُحرّكها خفيّاتُ الأيادي
فيابِئْسَ المُحرِّكُ والمُثيرُ
أرى الحوثيَّ والمخلوعَ صارا
كقُفّازَينِ في يَدِ من يُغيرُ لسانُ
جبالِنا الشمّاءِ يدعو إلى
حسمٍ يُصَدُّ به الحقيرُ
تقول جبالنا والقولُ حقٌّ
إذا أدلى به الشّهمُ الخبيرُ:
دعوا عنكم مفاوضةَ الأعادي
فهم شَرٌّ عليكم مُستطيرُ
وكيف تُفاوضونَ دعاةَ زُورٍ
حقيقةُ قولِهم كَذِبٌ وزُورُ
رجالَ الحزمِ،هيّا أكملوها
لتُكمِلَ رحلةَ الشّدْوِ الطيورُ
—————–
الرياض ٢٨-١٠-١٤٣٧
