عبدالرحمن الأحمدي

ملهمي!! .. كأنَّ فكرَك محبرةٌ لحروفي

بمِلْءِ الإرادة .. وديمومة الإصرار .. وصدق المشاعر .. يستطيع القلم أن يكتب أميالًا من الحروف والكلمات والجمل .. في فضاء راقٍ من الكون الفسيح .. وأن ينشئ كيانات من الورق على مساحات واسعة على الثرى..أو على مساحات كبيرة في الثريا..!! فما يختزل في أعماق جميل النفس لا أظن أن يوصف تماما.. ومن المؤكد أن يسترسل بالمعاني العذبة.. والكنايات الفريدة.. والتشبيه المبدع.. فينسج القلم ما يريد في أجلِّ الصور الخيالية وأجملها..حتى يصل بالكمال الإنساني الممكن إلى أقصى ما يكون من بلوغ الغاية الجميلة.. والنهايةالرفيعة.. لكل فكرة كانت خيوطها تبدأ من تأثر للمشاعر..أو تحرك هائم للأحاسيس.

وقد يسيل الحبر أو يسير..إلى ما لا نهاية..أو إلى عنوان تائه حائر.. بعيدا عن محددات الواقع وموانعه .. لايعرف له بقاء .. ولا يجد له مصير .. ولا يحدد له أثر .. بل قد يتردى ويهوى في مساقط من براثن الوقت المظلم الوجل..!! وكل هذا لفقدانه فكر منير يحويه ويرعاه ويحتضنه .. أو عدم قدرته تحديد الهدف جيدا..وإن كان الأول أولى..!! فكن يا ملهمي أنت.. مصدرفكري الناصع النافع..الذي استقي منه النظر والنظرة..والفكرة والعبرة.. والحق والحقيقة. .!! بل أربط أنفاس نفسي بأعماق راسية من صلابة الموقف الراسي لديك..أو قوة الحجة الصلبة منك.. المكتسية بالهدوءوالحكمة في وقت..والمرونة والمناورة في وقت آخر..!!ممايكسب الروح نقاء وصفاء.. ونفسًا واثقة متمكنة وبعد نظر..وفهما كبير لما يكون من حولها من إشكالات أو منازعات.. ويفتح مجالات رحبة من الإبداع والابتكار.. لفكر يؤمن بالتطوير والتغيير في عالم متغير محب ومود..لكل ماهو جذاب ومثمر ومثير ومتميز.

وحينما ينتشل الإنسان من شواطئ التيه والنسيان والحيرة والتوتر..فأنت ذلك الإنسان المأمول الذي يعطي ويقدم ليجد نتاجًا رائعًا لموقفه..من الحب والتقدير والعرفان..فيكون كل ذلك دافعا قويا.. ومحفزا جيدا..لمزيد من الجد والاجتهاد والتحدي والتطلع لتحقيق إنجاز باقٍ وراقٍ.. وبعض ذلك إن لم يكن كله لرد جميل من عرف واكتشف وطور وصقل.. فقدم كل ما لديه من خبرة ومعرفة ومهارة ودراية .. لمن قد يستحق ذلك العطاء وتلك المعرفة .. فكأنك أنت الفكر الأصيل .. وكأنك أنت تلك الشعلة المتوقدة .. التي لا تنطفئ ولن تنطفئ في داخل نفس من يحفظ الخير والفضل والجميل والطيب في عمق فؤاده .. مادام له عين تبصر.. ولسان يذكر .. وقلب بإذن الله لأقصى شواطئ الوفاء يبحر.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى