بعد اعتماد الخطوط السعودية إصدار التذاكر الإليكترونية، أسقطت التعليمات المكتوبة باللغة العربية، التي توضح حقوق الطرف الثاني “الخطوط على الطرف الثاني” وهو الراكب “على الطرف الأول” الناقل وهي الخطوط، وأصبح الراكب يجهل ماله وماعليه. لإسقاط اللغة العربية من بيان الناقل، ونظرًا لأن الغالبية الساحقة لا يجيدون الإنجليزية، ثم إن إهمال اللغة العربية تجاهلًا لهذه اللغة التي يتكلمها أكثر من مليار ونصف المليار، وفي بلد -شرف الله- أرضه باحتضان الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي يرتادها حجًا وعمرة مايزيد على ثمانية ملايين مابين حاج ومعتمر وزائر، يلبون ويهللون بلسان عربي غير ذي عوج، وكما تلزمنا أنظمة وقوانين الدول الأجنبية بكتابة جوازات سفرنا ووثائقنا ومعاملاتنا باللغة الإنجليزية، ليست لغتنا أقل أهمية ويجب ألاّ تكون وقد رفع الله شأنها وبيانها بالقرآن الكريم.
رغم سيئات معمر القذافي فإن له حسنة يجب أن يذكر بها ألا وهي إلزام الأجانب الذين لايتكلمون العربية، كتابة جوازات سفرهم وأسمائهم باللغة العربية والمعاملة بالمثل عدالة، وبالتالي تقتضي مطالب المرضى الإنسانية، المحولين إلى المستشفيات التخصصية بالرياض وجدة من مختلف مناطق المملكة إعطاؤهم الأولوية على مقاعد الخطوط؛ لأن تأخرهم عن مواعيدهم قد يُعرض حياتهم للموت أو تدهور حالة المريض بأسباب تأخره عن موعده وخصوصًا الحالات التي يتطلب وضعها إجراء عمليات جراحية عاجلة، آمل ألاّ تصم وزارة الصحة أذانها عن صرخات واستغاثات حالات المرضى الحرجة، وألّا تغمض الخطوط أعينها أو تشيح بوجهها عن واجب وطن نحن جميعًا فيه شركاء بالسراء والضراء.
سعود بن عايد الدبيسي