أ. د. عائض الزهراني

أطروحة فن الحرب

أحد أهم مائة كتاب في تاريخ البشرية، (فن الحرب) للفيلسوف العسكري الصيني (سون – تزو)، أول كتاب عسكري ومن أندر المخطوطات القديمة في تاريخ العالم، كُتب أثناء القرن السادس قبل الميلاد.
يشتمل 13 بابًا/ في حدود 80 صفحة، اشتهر في المحافل العسكرية وبين المتخصصين في العلوم الاستراتيجية بأنه “الكتاب المقدس للدراسات العسكرية”، جسّد الفيلسوف القائد العسكري خلالها الأفكار في القيادة والخطط الاسترتيجية الكتاب بمثابة الغنيمة الثمينة، لا تتقادم نصائحه وأفكاره، ويمكن العودة إليه في العديد من المواقف ليعطيك أفكارًا جديدة في كل مرة، وتم استخدام الأفكار النظرية والفلسفية التي جاء بها الكتاب في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها بصورة واسعة.
(فن الحرب) لا يركز على تحقيق النصر وحسب، بل أيضًا على تجنب الهزيمة وتقليل وتفادي الخسائر بأكبر قدر ممكن، ولعل ذيوع شهرة هذا الكتاب تعود لاعتباره لفترة طويلة مرجعًا كاملًا للاستراتيجيات والوسائل العسكرية.
تُرجم في أوروبا قبل مائتي سنة ولعب دورًا في التأثير على نابليون، والأركان العامة الألمانية، والقادة الأمريكان في تخطيط عملية عاصفة الصحراء واعتمده الفيتناميون في حربهم ضد أمريكا، واعتمده الإسرائيليون في حروب مع العرب، ويتم تدريسه كأساس للعلوم العسكرية. ترجم الكتاب إلى 29 لغة أجنبية.
ولفائدة الكتاب ومتعته سأقتصر على اقتباس جمل أو فقرات إشارية ذات مغزى تكتيكي عام، لتوضيح أفكار الحكيم الصيني الصالحة لكل زمان ومكان.

*القيادة هي مسألة ذكاء، استحقاق ثقة، إنسانية، شجاعة، ودفع للجموع.
*العملية الحربية تستلزم الخداع. حتى لو كنت قويًّا اظهر بمظهر الضعيف، لو كنت فاعلًا اظهر بمظهر غير الفاعل.
*استخدم غضبهم؛ لتدفعهم بعيدًا عن النظام.
*اسحبهم بالمكسب، واخطفهم بالارتباك، وأرهقهم بالمفاجأة.
*القائد البارع يقهر قوات العدو دون قتال.
*في الماضي، المحاربون المهرة يعملون أولًا على الدفاع، ثم يبحثون عن ثغرات العدو.
*النظام والفوضى هي مسألة تنظيم. الشجاعة والجبن مسألة “عزم”، القوة والضعف مسألة تشكيل.
*حاشي الممتلئ واضرب الفارغ.
*القوة العسكرية أساسها الخداع، يحركها المنفعة، يغيرها التقسيمات والاندماجات.
*هؤلاء الذين لا يستعملون الدليل المحلي، لا يأخذون فوائد الأرض.
*لا تتحرك إلا لطلب ميزة نسبية، ولا تتصرف إلا إذا كان هناك مكسب، ولا تحارب بدون خطر.
*لاتوجد سابقة تاريخية تذكر أن بلدًا ما قد استفاد من دخوله حربًا طويلة.
*مرة أخرى إذا طال أمد حملتك العسكرية؛ فموارد الدولة لن تواكب نزيف النفقات العسكرية.
*ليكن همك الأول والأكبر في الحرب تحقيق النصر لا إطالة أمد الحملات العسكرية.
أ.د/ عائض مجمد الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى