تُثار قضية أزمة القبول في الجامعات كل عامٍ، دون أن نرى حلولًا عملية وفعلية من الجهات المعنية، وهي تعني لكل الناس أزمة حقيقية، يجب أن توجد لها حلولًا من قبل المسؤولين، سواءً في مجلس الشورى أو غيرهم، وترفع بالتوصيات لمجلس الوزراء. فيبدو أن 24 جامعة ـ مُتباينة فيما بينها من حيث السعة، خاصةً للجديدة منها، مُقارنة بالجامعات القديمة الرئيسية التي في المُدن الكبرى ليست كافية في استيعاب خريجي الثانوية العامة وما يعادلها، ففي كل عام يزداد عدد الخريجين والخريجات من الثانوية، وحلولنا دائمًا ما تكون وقتية، تنتهي بنهاية تلك الأزمة في نفس العام، وما تلبث أن تطل علينا برأسها من جديد كل عام!
في هذا العام، وربما الذي قبله، جَدَّ علينا أمر زاد من تفاقم تلك الأزمة، ألا وهي قبول أبناء وبنات المُقيمين في الجامعات السعودية، ولا نعلم ما النسبة الحقيقية للعدد بالضبط ؟! هل هي 5% كما قالت وزارة التعليم قبل أيام، أم هي 40% كما ذُكِرَ ذلك في موقع العاطلين والعاطلات ؟! ووِفقًا للنسبة التي ذكرتها التعليم أن عدد المقبولين والمقبولات، بلغ 42 ألف طالب وطالبة، وهو عدد كبير بالنسبة لعدد الجامعات في السعودية.
ولذلك يجب أن تكون الأولوية في القبول للطلاب والطالبات السعوديين والسعوديات، فهم الأحق، وكل بلاد الدنيا تعمل هذا الإجراء، ولسنا بِدعًا من الدول. وأتذكر لما كُنَّا في الثانوية العامة نرى زملاءنا من أبناء المقيمين يكملون دراساتهم الجامعية في بلدانهم، سواءً من العرب أو غيرهم، ومنهم المتفوقين، وبعضهم دراستهم في دولهم بالمجان مثل جامعاتنا، والحمدلله، وعلى ذلك المطلوب قبول كل المتقدمين من الطلاب والطالبات السعوديين، ثم إذا وِجدت مقاعد شاغرة ممكن يشغلها أبناء المقيمين، وهذا الإجراء معمولٌ به في التعليم العام وفي المرحلة الابتدائية خاصةً، وعلى سبيل المثال هذا العام بدأ قبول أبناء السعوديين في الصف الأول الابتدائي في يوم 5/5 وقبول أبناء غير السعوديين في يوم 8/8 ما يعني ذلك تقديم أبناء السعوديين في القبول بما يُعادل 3 أشهر، فلماذا في الجامعات لا يكون مثل ذلك الإجراء ؟! ولذلك يجب على وزارة التعليم تصحيح ذلك الوضع قبل بداية العام الدراسي، فالوضع لم يعد يحتمل أن يرى الناس أبناءهم وبناتهم عاطلين في البيوت بلا دراسة جامعية تشغلهم، وتُفيدهم مُستقبلًا، وأن يكون قبول طلابنا وطالباتنا مُقدمًا على قبول أبناء الوافدين، فهذا حقهم، فمن غير المعقول ألا يتم قبولهم ويبقون عاطلين في بيوتهم، فليس كل الناس لديهم أموالًا حتى يبعثون أبناءهم للدراسة في الخارج !! والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه..
ماجد الحربي – كاتب صحافي