طارق فقيه

المعرض الدولي الأول للحج

بدون مؤشرات قياس حقيقية للأداء قد يفتقدها كاتب المقال، وبنظرة شبه شمولية وقريبة إلى حدٍ ما من الموضوعية، وبعيدًا عن الإفراط المبالغ فيه لتضخيم النجاح وبعيدًا بنفس المسافة عن تضخيم الأخطاء وجلد الذات نستطيع القول إننا نجحنا نجاحًا جيدًا في تقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين خلال العقود الماضية، وأن هذه الخدمات تتطور عامًا بعد عام وإن كان تطورها بطيئًا مقارنة بالتطور السريع في الخدمات الذي يجتاح جميع مناحي الحياة.

ونظرًا لكون التحدي الصحيح يكمن في منافسة الذات والتفوق عليها، وتجاوز المعوقات المتولدة والبحث عن حلول ناجعة لها، والتخطيط بجدية وشمولية ومرونة للمستقبل المتغير، ومواجهة التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالعالم، فكل ذلك يستوجب علينا أن نبحث دائمًا عن الوسائل المعينة التي تُساعدنا على أن نكون حاضرين دومًا في الوقت المناسب للارتقاء بمستوى خدماتنا؛ لتتناسب مع طموحات قيادتنا في الوصول لأعلى درجات النجاح المطلوب في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين.

ومن الغريب أننا حتى الآن لم نولِ صناعة الاجتماعات والتي تشمل إقامة المعارض والملتقيات والمؤتمرات والمنتديات والندوات وغيرها التي لها علاقة مباشرة بخدمات الحج والعمرة الاهتمام المطلوب، فصناعة الاجتماعات أصبحت أحد روافد الاقتصاديات الوطنية ومصدر دخل لا يستهان به مع الفوائد التي يقدمها لمقدمي الخدمة تساهم في تطورهم ورفع مستوى أدائهم، وهي مهمة جدًا أيضًا للمستفيدين من بعثات الحج والعمرة والوكالات السياحية الذين يستطيعون بناء تفاهمات واسعة مع مقدمي الخدمات، وعقد صفقات كبيرة معهم بعد الاطلاع عن كثب على معروضاتهم وتبادل المعارف بينهم وزيادة قنوات التواصل معهم. كما أن هذه المعارض ومثيلاتها قادرة على إشعال روح التنافس بين الجميع من مستفيدين يبحثون عن الأفضل ليقدموه لحجاجهم ومعتمريهم، وبين مقدمي الخدمة من مؤسسات طوافة عبر مجموعات الخدمة والمقاولين، وعبر وكالات العمرة وشركات الاتصالات والمجموعات الفندقية وغيرهم.

وستجد وزارة الحج أن إقامة هذه المعارض توفر لها زخمًا هائلًا من البيانات والمعلومات التي تساعدها في التخطيط والتطوير، ناهيك عن الموارد المادية المنتظرة من هذه المعارض والتي يتكفل بها عادة الرعاة الذين يتنافسون عليها لما تقدمه لهم من دعاية وفرص استثمارية وعقود مع المستفيدين.

نتمنى أن نرى في المستقبل القريب معرضًا دوليًا للحج ومعرضًا مماثلًا للعمرة يتم الإعداد له جيدًا ويُقام في الأشهر التي تسبق شهر رمضان، وأن تجد هذه الملتقيات الدعم المطلوب من الدولة التي تولي هذا الجانب رعايتها واهتمامها، أسوة بما نشاهده من نمو لمجال صناعة المؤتمرات في دول الخليج العربي.

طارق عبد الله فقيه

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فكرة جيدة وتستحق الاهتمام وكلي ثقة في معالي الوزير الجديد محمد بنتن رجل التقنية في تفعيل المقرتح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى