المحلية

السديس يلقي درساً عن شعيرة الحج بالمسجد الحرام

(مكة) – مكة المكرمة

ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس درسه بعد صلاة المغرب بالمسجد الحرام عن الحج وأحكامه وشروطه وواجباته وسننه ومستحباته .
واستهل معاليه الدرس بالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم بدأ في شرح قوله تعالى من الآية (197 ـ 203)  من سورة البقرة: ((الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلا جِدَالَ في الحَجِّ، وَمَا تَفْعَلوا مِنْ خَيْر يَعْلَمْهُ اللهُ، وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقوى، وَاتَّقُونِ يا أُولي الألباب )) والحج : عرفوه في اللغة بأنه القصد وهو قصد مكة لأداء فريضة الحج , أما الحج فقد كان من ملة إبراهيم , التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة بينهم.

وقال معاليه : ” وللحج مواقيت تنقسم إلى زمانية ومكانية، والمراد هنا المكانية، والمواقيت الزمانية للحج: شوال والقعدة ، وعشر من ذي الحجة، على خلاف بينهم، هل الشهر الثالث كامل أو العشر الأول منه “.

ثم قال في قوله تعالى : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُم) أي :لما أمر تعالى بالتقوى, أخبر تعالى أن ابتغاء فضل الله بالتكسب في مواسم الحج وغيره, ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج, وكان الكسب حلالا منسوبا إلى فضل الله .

 وفي قوله : (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفات فَاذْكُروا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ، وَاذْكُروهُ كما هَدَاكُم وَإِنْ كُنْتُم مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين ) أي : أحدها الوقوف بعرفة, وأنه كان معروفا أنه ركن من أركان الحج، فالإفاضة من عرفات, لا تكون إلا بعد الوقوف. الثاني: الأمر بذكر الله عند المشعر الحرام, وهو المزدلفة, وذلك أيضا معروف, يكون ليلة النحر باءتا بها , وبعد صلاة الفجر, يقف في المزدلفة داعيا, حتى يسفر جدا, ويدخل في ذكر الله عنده, إيقاع الفرائض والنوافل فيه. الثالث: أن الوقوف بمزدلفة, متأخر عن الوقوف بعرفة, كما تدل عليه الفاء والترتيب. الرابع, والخامس: أن عرفات ومزدلفة, كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها, وإظهارها. السادس: أن مزدلفة في الحرم, كما قيده بالحرام. السابع: أن عرفة في الحل, كما هو مفهوم التقييد بـمزدلفة

وفي قوله تعالى : ( ثُمَّ أَفيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِروا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحيمٌ ) أي : ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس, من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم, وهو رمي الجمار, وذبح الهدايا, والطواف, والسعي, والمبيت بـ ” منى ” ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك .

وقوله : (واذْكُروا اللهَ فيأَيَّام مَعْدودات، فَمَنْ تَعَجَّلَ في يَوْمَينِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْه، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَن اتَّقى، وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم إِلَيْهِ تُحْشَرُون)ويدخل في ذكر الله فيها, ذكره عند رمي الجمار, وعند الذبح, والذكر المقيد عقب الفرائض ، بل قال بعض العلماء: إنه يستحب فيها التكبير المطلق, كالعشر, وليس ببعيد. { فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ } أي: خرج من ” منى ” ونفر منها قبل غروب شمس اليوم الثاني { فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ } بأن بات بها ليلة الثالث ورمى من الغد { فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ } وهذا تخفيف من الله [تعالى] على عباده, في إباحة كلا الأمرين، ولكن من المعلوم أنه إذا أبيح كلا الأمرين, فالمتأخر أفضل, لأنه أكثر عبادة. ولما كان نفي الحرج قد يفهم منه نفي الحرج في ذلك المذكور وفي غيره, والحاصل أن الحرج منفي عن المتقدم، والمتأخر فقط قيده بقوله: { لِمَنِ اتَّقَى } أي: اتقى الله في جميع أموره, وأحوال الحج، فمن اتقى الله في كل شيء, حصل له نفي الحرج في كل شيء، ومن اتقاه في شيء دون شيء, كان الجزاء من جنس العمل. { وَاتَّقُوا اللَّهَ } بامتثال أوامره واجتناب معاصيه، { وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } فمجازيكم بأعمالكم، فمن اتقاه, وجد جزاء التقوى عنده, ومن لم يتقه, عاقبه أشد العقوبة، فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله, فلهذا حث تعالى على العلم بذلك.

ثم ختم معاليه درسه باستقبال أسالة الحضور والإجابة عليها .

411_b 217_b 313_b

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى