همسات الخميس – 15-11-1437هـ
تسمية البنين متعة توازي متعة إنجابهم، تشكل مع الولادة والختان مثلث احتفاء بشري بقادم جديد، ولم تكن تسمية الأبناء تتم بمعزل عن المحيط الذي يعيش فيه الوالدان، لذلك فإن أكثر الأسماء شيوعا هي الأسماء التي شاع بين الناس امتداحها دينيا والتي تختصر في كلمتين: ما حمّد وعبّد، وما حمّد يقصد منها الأسماء التي تفيد الحمد على اختلاف حروفها مثل: حَمَد وحَمْد وحامد وحمدان وحُمَيد ومحمود ومحمد، ومن النساء حَمْدة وحامدة وحُمَيدة وما شابهها، أما ما عُبِّد من الأسماء فتشتمل على كل اسم يفيد معنى العبودية لله مثل: عبْدُه وعبد الله وعبد العزيز وعبد الرحمن وعبد الخالق وعبد القادر وعبادة وعبدان ومن النساء عَبْدَة وعابدية وعابدة وما شابهها.
ومن أنماط الأسماء ما يأتي مستلهما من الأزمنة والمواقيت وأجزاء اليوم مثل سفر (وتعني نور النهار) وسفرة للنساء ومنها مسفر ومسفرة، ومثل ربيع (وقت البرد) ومطر للرجال ومطرة للنساء، ورمضان (شهر الصيام) وليل الله (وهذا من أعجب الأسماء) وعاشور (شهر محرم) ورجب، وجمعان للرجال وجمعة للنساء، وعيد وعيدان للرجال وعيده للنساء، وهناك أنماط غيرها جاءت مستلهمة من الكواسر والدواب مثل: فهد وذيبان وحنش وصقر، ومثل: جمل وفريد وراكان (كلها من أسماء الجمل)، وهناك من الأسماء ما يتخذ لجلب الفأل الحسن مثل خلف وعوض وغرم الله ويعنالله، وهناك من الأسماء ما يتخذ من أسماء الأنبياء والصحابة مثل إبراهيم وموسى وعيسى ويوسف وعمر وعثمان وعلي وحسين و حسن.
لكن الملفت للنظر حقا في أسماء الأولين هو تلك الأسماء التي جاءت بوحي من أسماء شعوب وقبائل ومدن وقرى مختلفة، وهي أسماء تحمل الكثير من الدلائل من أهمها التسامح العرقي الذي كان عليه الناس في تلك العصور، فمن الأسماء التي جاءت بوحي من أسماء الشعوب التي حظيت بشهرة ما خلال حقبة ما: تركي، شامي، مصري، ومنها للنساء: تركية وشامية ومصرية. ويبدو أن همساتنا القادمة ستدور حول الموضوع ذاته.
محمد ربيع الغامدي