(مكة) – الرياض
أوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ أن من أوتي المال والولد فقد أوتي خيرا كثيرا ومن شكر الله على هذه النعمة زاده منها يقول تعالى( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا. مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا.)، والوقار هو معرفة حقوق الله سبحانه وتعالى ، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم// الرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا//.
وقال الدكتور آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: إن الاسلام عني بالطفل عناية عظيمة حتى قبل ولادته فكون له الأسرة التي تتكون من زوجين صالحين ، يقول صلى الله عليه وسلم مخاطبا الزوجة وأوليائها// إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه //، وقال عليه الصلاة والسلام مخاطبا الزوج // تنكح المرأة لأربع لدينها وحسبها ونسبها ومالها فاظفر بذات الدين تربت يداك//، وحث الجميع بقوله // تخيروا لنطفكم المواضع الصالحة //.
وأشار إلى أن من أعظم حقوق الطفل حسن الاختيار فإذا اختار كل من الزوجين صاحبه فإنهم يدعون الله سبحانه وتعالى ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) ، فإذا حملت المرأة فإن الشرع الإسلامي قد حمى هذا الطفل بتحريم الاعتداء عليه يقول سبحانه وتعالى(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادكُمْ خَشْيَة إِمْلَاق نَحْنُ نَرْزُقهُمْ وَإِيَّاكُمْ) ، كذلك أجاز للأم ان تفطر حفاظا على جنينها ، وإذا وضعته عمت الفرحة والسرور أرجاء المنزل يقول تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )، فيما أحسن الإسلام استقبال المولود .. جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم // أوتي له بالحسن بن علي حينما ولدته فاطمة فأذن في أذنه //.
وبين الدكتور آل الشيخ أن من حقوق المولود تحنيكه حيث ورد في الحديث عن أنس رضي الله عنه يقول جئت بأخ لي من أمي من أبي طلحة معه تميرات فلما أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم قال // هل معه شيء قلنا معه تمرات فأخذ التمرة فوضعها في فيه ثم حنك الغلام وسماه عبدالله //، وهو الصحابي الجليل عبدالله بن أبي طلحة, والتحنيك أن تؤخذ التمرة فتمضغ ثم تجعل في فم الصبي وتحرك يمنة ويسرة مرورا بمواضع الاسنان والفكين وأعلى الحلق، وأيضا من حقوقه إرضاعه يقول الله سبحانه وتعالى( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) ، ولقد ثبتت فائدة الرضاعة الطبيعية طبيا ونفسيا على الطفل فغيها فوائد عظيمة ، ولذلك عظم حق المرأة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال// جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك// ، فحق لهذه الأم هذه الحقوق العظيمة فهي التي حملت ووضعت وأرضعت وربت.
وأفاد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن العقيقة من أهم الحقوق الطفل يقول صلى الله عليه وسلم // عن الغلام شاتان متكافئتان وعن الجارية شاة //، كذا يندب حلق شعره والتصدق بوزنه ذهبا أو فضة وتسميته الاسم الحسن يقول صلى الله عليه وسلم// إنكم يوم القيامة تدعون بأسمائكم واسماء أباءكم فأحسنوا اسمائكم //، إلى جانب ختانه خصوصا في صغره يقول صلى الله عليه وسلم// خمس من سنن الفطرة الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط //.
وقال الدكتور عبدالله آل الشيخ إن من أعظم حقوق الطفل تعليمه العقيدة الصحيحة فإنه يولد على الفطرة يقول صلى الله عليه وسلم //ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه// ، فعلى الآباء أن يهتموا بهذا الأمر العظيم وأن يربوا أبناءهم على هذه الفطرة وهي توحيد الله سبحانه وتعالى, وكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر يقول الله سبحانه وتعالى( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) ، ويقول عليه الصلاة والسلام // مرو أبنائكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع //، مبينا أن التربية من أهم حقوق الأطفال وتربيتهم على الاخلاق الفاضلة والمعاني الجميلة وتعويدهم على الجلوس مع أصحاب الخير والصلاح وتجنبيهم اهل الشر والفساد، يقول صلى الله عليه وسلم // لأن يربي الوالد ولده خير من أن ينفق صاعا //.
وأكد أن النفقة واجبة على الأولياء يقول الله سبحانه وتعالى( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، رزقهن أي طعام الوالدات وكسوتهن أي لباسهن بالمعروف بما يتعارف الناس عليه دون إسراف أو تقتير، منوها بالعدل بين الأبناء في الهبة والعطية وهو أمر واحب يقول النعمان بن بشير// ذهب أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني نحلت أبني هذا غلاما كان لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم آكل أبنائك أعطيتهم هكذا فقال لا فقال أرجعه // ، وفي رواية قال أشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور اتقو الله واعدلوا بين أولادكم // .
وأفاد آل الشيخ أن من حقوق الطفل حمايته من الأفكار الواردة من قنوات فضائية ومواقع التواصل اجتماعي ومتابعتهم لأنها تقنيات عمت بها البلوى في هذا العصر وكثيرا منها يجب الحذر وتحذير الأبناء منها لما تبثه من شر عظيم أمر مطلوب لخطورتها ، ومتابعتهم حتى لا يقعوا ضحية لأصحاب الفكر الضال والمنحرف ، كذلك يجب على الأباء ملاطفة أبنائهم ويزرعوا فيهم الاخلاق والسلوك الحسن والمحبة ، ففي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم // قبل الحسن بن علي وكان عنده الاقرع بن حابس التميمي ، قال إن عندي عشرة أولاد لم أقبل منهم أحدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالي ومالك وقد نزعت الرحمة من قلبك //. لذلك قالت العرب لاعب ابنك سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا فعلى المسلم أن يعود أبنائه على الملاطفة والجلوس معهم والقرب منهم .