#لواعج_العزلة
الله وحده يعلم مقدار مايُخلّفه الوفاء من الوجع أضعاف مايخُلّفه الجفاء.
لربّما في خضم الجفاء لُذْتُ إلى كتفِ صديقٍ أرتكزُ معه إلى ذاكرةِ الصبا وطاولةٍ ومقعدين، فأسلو مابين فنجان قهوةٍ وقصيدةٍ أَحَبَّها من بحّة صوتي المتواري خلف أسوار الحزن وجسور الكتمان ..
ثم أقفل راجعًا بشيءٍ من السلوان يرتق جرح الجفاء ، غير أنَّ الخُطى مثقلةٌ واللّهاة ناشبةٌ والصدر يرزحُ تحت وطأة الوفاء العتيق ..
فلله نفس الحر الكريم حين تقتله المكارم !
أستعرض شريطًا من الأيام الوارفة ، وأمكنةً وأحاديثًا سالفة ، فلا أرى فيها سواي ، بلاجلبةٍ ولاضجيجٍ ولاصخب ..
أمكثُ وحيدًا أستذكر الحماقة الأولى والهمسة الأولى والانتباه الأول والضحكة الأولى واللهفة الأولى والافتقاد الأول والمغامرة الأولى ، وأشياءٌ أُوَلٌ متعاقبة تنقطعُ الأنفاس بتعدادها ثم فجأةً أجدني في منتصف متاهةٍ ، لاتأخذني إلى شيء ، ولاتردني إليَّ ..
ضياع ..
ومُذ متى كان الضياع يؤمن بالجهات الأربع ؟!
فلاأنتَ قبل القصائد تنفذ من الوفاء ،
ولاأنتَ بعد القصائد نجوتَ من الوفاء ..
فإذا بك سجينٌ منك فيك ، تُنْهشَ وتُفْرى وكأنّما للعالم بأسره حقٌّ فيك ولاحقَّ لك في نفسك ..
فماأوجعني الجفاء بقدر ماأوجعني الوفاء !
ذلكم الجفاء الرحوم ؛ يقطع شريان الوصل حتى تبصر مآل النزف إلى نهايات لفظ الأنفاس والإفضاء إلى الخلاص ..
لكن الوفاء .. آهٍ من لوعة الوفاء !
تتصنّع اللامبالاة من حسرات السنين ، فتقول دعيًّا : لاشيء .
ووالله إنَّ أصدقَ كِذْبةٌ تفوّه بها الموجوعون ( لاشيء ) !
فلاتسألني أكثر من ذلك .
فقد كتبت لك فرق مابينهما عندي ،
ولستُ أخشى الجواب ، وإنّما فاجعة الجوابِ أنّ الوفاء مرضٌ لايُرْجى بُرْؤه في قلوب الكرام .
فدونك صحائفٌ في بطونها حبرٌ سقيمٌ بالوفاء .. والسلام .
عماد مستور المطرفي
مذ متى كان الضياع يؤمن بالجهات الأربع ؟!
استاذ عماد .. عظيم أنت وعظيم ماكتبت
الله
كل سطر ياأخي قصيدة
وكل كلمة احساس ومشاعر
وكل حرف موسيقى ولحن
أحسنت أحسنت أحسنت
تذكرت ايام جمعتنا بك اباعاصم وبالتحديد موقف جمعني بك في مكتبي ومعنا مجموعة من الزملاء فصدحت باعذب الكلمات وان تنطق بصوت جميل اشهد ان لا اله الا الله بالمقام