خلال عمل والدي العسكري طفت بمعيته جل مدن وقرى المملكة تقريبًا خاصة الحدودية منها..بدءًا من محافظة حقل شمالًا التي كانت بلدة نائية إلى شرورة جنوبًا؛ مرورًا بجازان وخميس مشيط ثم شرقًا إلى الدمام، ثم حفر الباطن إلى أن حط رحاله بعد 40 عامًا في الجيش بمدينة تبوك…”بالعربي أخذنا الوالد كعب داير”؛ وكأنه يقول لي اعرف معالم بلادك في الصغر لتعشقها في الكبر ..
ومنذ ذلك الوقت وفي مخيلتي تخطيط المدن وتنظيم الأحياء رغم إني فاشل في الرياضيات التي علعلت كبدي وتجرعت من ورائها علقات ساخنة .. لابارك الله فيها..بيد أن الذاكرة لاتزال تستوعب كيف كانت تلكم البلدات والمدن الصغيرة التي أبهرتني كابن قرية، وعجزت أن أقارنها بمحافظة الجموم التي أقطنها من ناحية الخدمات والتنظيم الإداري، وهي المحافظة المحسوبة على الحكومة بميزانية “أ“، لكنها على أرض الواقع الإداري أقل مستوى من بلدة عدا أن تكون محافظة ..
هل يعقل أن تكون محافظة بهذا الحجم بلا مستشفى حكومي الذي توقف العمل في مشروعه منذ نحو عام .. ولماذا أمانة مكة تخطف في كل مرة مخصصات هذه المحافظة لمشاريع أخرى؟! ولولا وجود مجلس بلدي فاشل لما تجرأت الأمانة على حقوق المحافظة من ميزانية كل عام ..فأين هي حدائق المحافظة وأين تنظيم وسفلتت الشوارع وأين الحفاظ على الأرواح التي تقتل كل يوم جراء الحوادث على مدخل المحافظة دهسًا وحرقًا من الشاحنات؟؟!! وكان استجداء الأهالي لايتجاوز الاسترحام في حقوق مشروعه لهم لحماية أطفالهم من الموت دهسًا من الشاحنات العابرة .. اشتكوا وبكوا وبقي أن يلطموا ولا أحد تعايش مع معاناتهم في عمل مزالق صناعية تحذيرية على مدخل المحافظة المقتولة أصلًا بالفضح من منظرها البائس للورش والمخارط.. كثيرة هي المعاناة والحمل ثقيل على كاهل المحافظ الجديد الذي نتوسم فيه خيرًا وهو الخبير في علم الإدارة..
المحافظ عمران الزهراني يتكلم مع الجميع بثقة ويعزم على أن يجعل من المحافظة مثالًا لكل المحافظات. لكن الرجل يحتاج إلى تكاتف ليتم النجاح..بثثت إليه في لقائي به بالأمس معاناة المحافظة وعجزها وتأخرها المستمر في الإنجاز..
الرجل متقد الحماس ويعمل على أرضية صلبة، ويريد أن ينجز بالفعل الكثير ..تحدثنا عن الإدارات ونقصها. إذا ليس من المنطق أن تكون إحدى أكبر محافظات مكة بلا مكتب عمل أو إدارة جوازات أو إدارة صحية أو نقل أو أو .. حقيقة كان المحافظ منزعج ومندهش أن هناك محافظات أقل تقييمًا من الجموم، لكنها أفضل منها في الخدمات.. فقط إذا عجز المسؤولون في المنطقة عن تحقيق اكتمال مستشفى الجموم فليجعلوه في أي بند يرونه مناسبًا حتى لو كان في بنود الصدقة ..واليوم تجوز الصدقه علينا ..
عبدالله عيسى الشريف
تحيه للكاتب على ما يطرحه دائما لمعاناة العديد من المواطنين
وما يواجهونه من تقصير في كثر من الخدمات ونتمنى ان يصل
دائما قلمه وجميع الكتاب في بلاد الحرمين للمسؤولين
لما فيه خير للمواطن وكحق مشروع بالحصول على كافة الخدمات
حفظ الله بلاد الحرمين ونصر الله جندنا البواسل المرابطين على الحدود
وردهم لاهلهم سالمين غانمين باذن الله تعالى .