المحلية

مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعتمد الإستراتيجية البحثية

(مكة) – الرياض

أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، أهمية دور المركز كداعم استراتيجي ضمن خطة التحول الوطني الذي تعيشه المملكة، إذ ظل المركز يقدم المبادرات المهمة التي تصب لصالح قضايا الإعاقة والمعوقين رافعاً شعار ” علم ينفع الناس “، ونفذ العديد من الأبحاث الاستراتيجية الوطنية ذات الأولوية، وتولى جميع الأمور المتعلقة بشؤون المعوقين مواكباً التقدم البحثي والعلمي الذي يعيشه العالم.
وسعى المركز مع العديد من الجهات البحثية المتخصصة إلى تطوير وتنظيم الإجراءات البحثية لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، عبر إجراءات مقننة وعمليات بحثية واسعة بما يضمن نجاح تطبيق البرامج والمشاريع التي يقوم بتنفيذها على أرض الواقع.
وظل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يقوم بدوره العلمي والعملي ويقدم الدعم للعديد من الأبحاث التي تعمل على الحد من الإعاقة ومعالجة أسبابها في مراحلها المبكرة، إلى جانب وضع أسس وبرامج الرعاية والتأهيل للقيام بدور فعّال في المجتمع، وتحسين نوعية الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من استغلال أقصى الطاقات الموجودة لديهم.
وفي سبيل ذلك وقع المركز العديد من مذكرات التفاهم والتعاون والاتفاقيات التي تسهم في رفع مستوى الخدمات المقدمة للمعوقين وتفعيل الشراكات المحلية والإقليمية والعالمية ليكون لها مردود وأثر إيجابي، وقام بتكوين لجان ضمت العديد من أصحاب الخبرة والمعرفة عملت على مواكبة الإحتياجات وإنزالها على أرض الواقع، وكان نتاجها اعتماد ” الاستراتيجية البحثية لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة للخمس سنوات القادمة “.
وارتكزت الإستراتيجية البحثية للمركز على عدة المحاور أولها: (إنشاء قاعدة بيانات موثوقة عن الإعاقة) حيث يعمل المركز على استغلال قدرته لتكوين شراكات تعاونية قائمة على أسس علمية صحيحة ومبادئ متينة بهدف إنشاء قاعدة بيانات موثوقة لجمع ونشر الأبحاث المتعلقة بالإعاقة مما شأنه أن يعمل على تقديم دعم مباشر وموجه لخدمة قضايا الإعاقة في المملكة، وتحقيق فاعلية أكبر في قدرة الجهات الوطنية في الحد من الآثار المترتبة عليها، الأمر الذي يدعم بدوره عملية صياغة القرارات وتحقيق التناغم في استثمار الموارد الوطنية لدعم قضايا وأبحاث الإعاقة.
وتشتمل أنشطة المركز على العديد من الفعاليات التي تخدم “إنشاء قاعدة بيانات عن الإعاقة” ومنها: الإسهام مع وزارة العمل والتنمية الإجتماعية بالجهود المبذولة لإنشاء السجل الوطني للإعاقة ، وتخزين واسترجاع والبحث عن المعلومات الموثوقة المستخرجة من الدراسات البحثية التي أجريت في مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة أو من المعاهد الأخرى في مجال الإعاقة ، وتوفير المعلومات الإحصائية المستمدة من برامج الإعاقة ذات العلاقة في المملكة، مثل “البرنامج الوطني لفحص الأطفال حديثي الولادة”، والمسح الوطني السعودي للصحة النفسية ” الصحة وضغوط الحياة “، والعمل على الربط مع قواعد البيانات المحلية والعالمية لتوفير وتحقيق الأهداف المنشودة ، وتصميم موقع إلكتروني لمكتبة مرئية لمواد تثقيف وتوعية عامة متعلقة بقضايا وأبحاث الإعاقة.
ويهدف المركز من خلال هذه الحزمة من المشاريع إلى توفير المصادر والمعلومات المتخصصة من المواد الطبية والتعليمية والتربوية التي ستسهم ـ بإذن الله ـ في رفع الوعي العام لأفراد المجتمع، والحد من انتشار الإعاقة وتفاقم آثارها.
كما ترتكز الإستراتيجة على ( تطوير طرق التشخيص ) ، حيث أن الأساس المنطقي لاختيار “تطوير أساليب التشخيص” كاهتمام ثاني، جاء لمواجهة مشكلة حقيقية تواجه العديد من الإعاقات التي لم تشخص بعد في المملكة، مما يحرم أفرادها من فرص التدخل المبكر والدمج التكاملي وكل أشكال التأهيل والعلاج المتاحة للأفراد ذوي الإعاقة.

وحمل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقةعلى عاتقه مسؤولية جعل أساليب وطرق ووسائل التشخيص التي يحتاجها ذوي الإعاقة متاحة وممكنة مما يعني أن تشخيص الإعاقات المختلفة سيكون على درجة عالية من الدقة بشكل يساعد على اتخاذ القرارات العلاجية والتأهيلية الصحيحة التي تساعد الأفراد ذوي الإعاقة على تحقيق ذواتهم كأفراد منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم.
فيما يمثل الاهتمام الثالث ” دعم البحث المتقدم ” إحدى الاستراتيجية البحثية لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة للخمس سنوات القادمة ” ، حيث تنطلق أهداف المركز من قاعدة راسخة تقوم دوماً على استخدام الإبحاث العلمية المتطورة والتقنية الحديثة بشكل يساعد في تحديد وبناء معرفة دقيقة بالاضطرابات التي تسبب الإعاقات المختلفة، والعمل على إيجاد طرق علاجية متقدمة للحد من الإعاقة، والاستمرار في دعم طرق البحث المتقدم هو السبيل الأمثل لمساعدة صانعي القرار في مجال الرعاية الصحية في تنفيذ إستراتيجيات الوقاية من الإعاقة وعلاجها والحد من آثارها، ويعد مشروع العلاج الجيني باستخدام موروثة( MERTK ) لمرضى حثل الشبكية من المشاريع المتميزة التي فتحت مجالاً جديداً في امكانية تطوير علاج الأمراض الوراثية المسببة للإعاقة.
كما يمثل إطلاق ” المبادرات الخاصة ” الاهتمام الرابع لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في المحافظة على درجة معينة من المرونة من خلال تخصيص ما يصل إلى 20% من تمويله للمبادرات الخاصة بشكل يدعم ويمول الأفكار الجديدة بعد تقييم وتحكيم جميع المقترحات الواردة باستخدام آليات علمية دقيقة .
ولضمان التنفيذ الناجح لبدء المبادرات يقدم المركز الدعم اللازم ونتائج المراجعة لكل مبادرة مما يعزز استخدامها على نطاق واسع، ومن أبرز المبادرات التي أطلقها المركز هو “المسح الوطني السعودي للصحة وضغوط الحياة ” الهادف إلى تحديد وتقييم العبء الذي تُشكله اضطرابات الصحة النفسية في المملكة ، التي تعد أحد جوانب الإعاقات المهمة، و ستسهم ـ بإذن الله ـ نتائج هذا المشروع بتقديم رؤية للأطباء المعالجين وواضعي السياسات الصحية لتأسيس الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية ذات العلاقة في المملكة .
وأقر مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة الأولويات البحثية للبرامج والمشاريع على : ( أساليب التشخيص والتصنيف للإعاقة) و (التدخل المبكر) و( الشمل) و (التأثير الاجتماعي والاقتصادي للإعاقة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى