نبيه العطرجي

ضِيَاءْ الفَرَحْ

مــودة الـفــؤاد

مِن كَرم الموْلى -عَز وجَل- أنْ أكْرمنا بِحلال مُتع الحيَاة الدِنيوية لتُعيننا عَلى عِبادته وطَاعته دُون سِواه، فمَا أروَع الفَرح الذِي يُبهج النَفس، ويَشرح الصَدر، فالفَرح ضِياء ورَاحة، وضِياء سَميرنا بَعد أنْ أنهَى خطَواته التعْليمية، بَحث عنْ أولَى خطوَات الرَاحة والسعَادة والهنَاء، فأشْرقت شُروق فِي حيَاته لتُجمل أيَامه بأحْلى أفْراحه فِي مُنتصف شَهر ذُو القِعدة 1437هـ، حَيث ودَع حيَاة العزُوبية التِي لمْ يَعشقها مُنذ صِغره مُلبيًّا قَول المصْطفى عَلية الصَلاة والسّلام: (يَا مَعشر الشبَاب مَن استَطاع مِنكم البَاءة فَليتزوج، فَإنه أغضُ للبَصر، وأحْصن للفَرج، ومَن لمْ يَستطع فَعليه بالصَوم، فَإنه لَه وجَاء) وهْو فِي ليْلة مُنتصف الشَهر أكُرم التِي بأعظَم النِعم حيثُ وضَع أولَى لبنَات أسْرته المسْتقبلية التِي يَسعى لتكوينهَا، وأوجَد لنَفسه بِعون الله الكمَال الدُنيوي، والسَكن النَفسي والرُوحي والجِسمي مُتكلًا عَلى الموْلى ومسْتعينًا بِه؛ لإنجَاح هَذه العَلاقة الزَوجية الشَرعية التِي أدْعو البَاري -عَز وجَل- أنْ يجْعلها حيَاة زوجِية مُوفقه نَاجحة الوفَاق والوئَام عمَاد قوَامها، وأنْ يُخرج مِنها نَسلًا كثِيرًا مبَاركًا طيبًا . كمْ كَانت لَيلة فَرح ضِياء ليْلة مبَاركة ذَات طقُوس إسْلامية عَمت أرجَاء الأرضْ الطاهِرة المكِية، ومحْفوفة بدعَاء الحَاضرين بحيَاة زَوجية سَعيدة تُرفرف عليهَا السعَادة والهنَاء مَا تعَاقب الليْل والنهَار، وشُروق فِي نَاظريه حُورية أضَاءة الكَون أجمَع بجمَالها الربَاني الذِي كسَاها بِه الرحمنْ .

فِي ليْلة مِن أرْوع ليَالي العُمر عَاش فَرحتها ضِياء لتَبقى ذِكراها فِي النَفس تَفوح بِعبق الزهُور، فَزغاريد الفَرح حَلقت فَوق هَامات الوجُود، وعبَارات التهَاني تنَاقلتها الشِفاه تبَارك لضيَائنا زوَاجه الميمُون دَاعية الموْلى تَبارك وتعَالى لَه بعِيشة هَنية، وحيَاة هَادئة، وزَوجه مُطيعة رضِية ولودْ ودُود، وذُرية صَالحه تَقية . نَعم … أحْلى ليَالي العُمر لِيلة فَرح … وأحْلى الفَرح شُروق ضِياء . بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير .

نبيه بن مراد العطرجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى