سألوني عن قصيدة عمران الطفل السوري الذي رسم ذهوله أعظم لوحة حزبنة عن مآسي أطفالنا فقلت:
مليونُ عمرانَ ذاقوا مثلما ذاقا
قتلاً وهتكاً وتشريداً وإحراقا
مليونُ عمرانَ في شامٍ وفي يمَنٍ
وفي العراق ، يلاقُونَ الذي لاقى
البَغيُ يُشعلُ نيرانَ الحروبِ على
أجسادِهم مُوغلاً في الظلمِ سبّاقا
وهيئةُ الأممِ الشّمطاءُ تمنحهم
كمجلسِ الخوفِ في الأحداثِ أبواقا
عمرانُ رمزُ صغارٍ أصبحوا هدفاً
للحرب،لم يجدوا عطفاً وإشفاقا
هم يفضحون المواثيقَ التي كُتِبتْ
زوراً ، ولم يجدوا للأمن ميثاقا
الحربُ تطحنهم طحناً وعالَمُنا
في كلّ ميدانِ ظلمٍ يُطلِقُ السّاقا
طفولةٌ يقتل الطّغيانُ فرحتَها
والظلمُ يُغرقُها في البحرِ إغراقا
الغربُ والشرقُ في تحطيمهااشتركا
وأزهقا روحَها البيضاءَ إزْهاقا
أما العروبةُ فالأحداثُ تُبرِزُها
على حقيقتهاضعفاً وإخفاقا
تنكّرت لكتاب اللهِ فاحترقت
أوراقُها،خسرتْ حبراً وأوراقا
عروبة خرجتْ من كهفِ غفلتِنا
شَوهاءَ تُطرِق للأعداءِ إطراقا
تَعلْمنتْ وارتدتْ أثوابَ ذِلّتها
وأمسكتْ يَدُها شوكاً وحُرّاقا
مدّتْ يداً لِدُعاة الجَورِ راعشةً
وأغلقتْ بابَنا المفتوحَ إغلاقا
عمرانُ سهمٌ أصابَ القلبَ مَقتلُه
حزناً ودمعاً من العينين مُهراقا
ذُهولُه لوحةٌ تَبكي الصّخورُ لها
دَماً كأني به في الأرضِ دفّاقا
عمرانُ رمزٌ رأى القانونُ نظرتَه
تكادُ تملأُ بالمأساةِ آفاقا
تقزّمتْ عنده والله أنظمةٌ
شَوهاءُ حين غدا عمرانُ عملاقا
لم يبقَ ياقومَنا إلا شريعتُنا
تَلُوحُ في ظُلْمةِِ الأحداثِ إشراقا
عبدالرحمن صالح العشماوي
الرياض ٢٠-١١-١٤٣٧هـ