سعد جمهور السهيمي

مؤسسة البخاري وثلاثون عامًا من العطاء الدعوي

 لا تزال الخطوات الأولى لتسجيلات البخاري الإسلامية ماثلة أمامي عندما اشترى الصديق الشيخ عصام البركاتي التسجيلات التي كان موقعها في شارع الحفائر وبدأت صغيرة، ثم طورها وعمل على تطويرها، وكانت الانطلاقة لهذه المؤسسة العملاقة التي توسعت وكبرت ووجدت الدعم من والده -رحمه الله- الشيخ عبد الهادي البركاتي وأشقائه الذين كانوا داعمين ومساندين له، وكان يسير بجوارها تسجيلات أخرى بمسميات أخرى في عدد من أحياء مكة تابعة لها وخصوصًا القريبة من المسجد الحرام، وكانت تنشر المصحف الشريف الكامل لعدد من القراء إلى جانب نشر العلم الشرعي والدعوة الإسلامية من خلال الشريط الإسلامي؛ حيث كانت تُسجل المحاضرات لعددٍ من العلماء والدعاة الفضلاء وكنظرة تاريخية فإن التسجيلات الإسلامية مرت بعدة مراحل. المرحلة الأولى كانت قبل ظهور التقنية الحديثة كانت تُقدم مع بقية التسجيلات عملًا كبيرًا من الجودة وخدمة الشريط الإسلامي وعمل المقدمات الجذابة، وكانت البخاري الإسلامية من أبرز التسجيلات في تلك الفترة مع تسجيلات التقوى الإسلامية وأحد وغيرها من التسجيلات الأخرى.

ثم كانت المرحلة الثانية مرحلة ظهور التقنية الحديثة الإلكترونية وظهور السيدي الذي بدأ يخطف الأضواء من الكاسيت؛ مما جعل المحاضرات في متناول الجميع من خلال عرضها في مواقع إلكترونية متخصصة بالمحاضرات الإسلامية، وساهمت هذه الفترة في اختفاء عدد من التسجيلات الإسلامية وبقيت البخاري الإسلامية وبعض التسجيلات الأخرى القليلة صامدة، تحاول تقديم المفيد في هذا المجال مع تحولها إلى السيديات بدلًا من الشريط، ثم كانت المرحلة الثالثة أصعب مرحلة التي أصبحت الإصدارات التي تقدمها التسجيلات قليلة ونادرة؛ نظرًا لتوجه الكثير من الدعاة إلى الفضائيات وأصبح إنتاجهم قليلًا في إقامة المحاضرات، وأصبحت بعض الإصدارات القرآنية هي ماتبقى لها في هذا المجال التي يستفيد منها الحاج والمعتمر كهدايا عند مجيئه لمكة المكرمة وسفره لبلاده، ومع ذلك استمرت مؤسسة البخاري الإسلامية تُكابد حتى الآن نسأل الله لهم التوفيق والسداد.

“نقلة نوعية”

كان الحفل الذي أقامته مؤخرًا مؤسسة البخاري الإسلامية برعاية معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد نقلة نوعية في تاريخ التسجيلات الإسلامية، كرمت فيه أكثر من (50)عالمًا وداعية على جهودهم الدعوية، وحضر إلى الحفل بعض أبناء المتوفين من أولئك الكوكبة من القراء وأهل العلم، وقد تبرعت مؤسسة البخاري الإسلامية بحفر (17) بئرًا سطحيًا صدقة جارية عن عدد من أهل العلم المتوفين، من أبرزهم الداعم الأول للتسجيلات فضيلة الشيخ عبدالهادي بن هزاع البركاتي والد الأخ عصام البركاتي، وكذلك سماحة الشيخ عبدالله بن حميد، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وسماحة الشيخ محمد ابن عثمين، وسماحة الشيخ عبدالله خياط، والشيخ محمد السبيل، والشيخ عمرالسبيل، والشيخ عبدالله الخليفي، والشيخ أحمد بن سعد حمدان الغامدي، والشيخ علي بن عبد الله جابر، والشيخ محمد أيوب.

ومن مصر الشيخ محمود بن خليل الحصري، والقارئ الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وعن الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ مالك العقار القديم الذي بدأت فيه العمل التسجيلات، وعن الشيخ حسن تونسي مالك العقار الحالي. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال وهذا جزء من الوفاء لأهل المعروف والإحسان،ولم تنس المؤسسة أيضًا من ساهموا في العمل فيها منذ البداية حتى الآن وهم أكثر من(٢٠٠) موظف عمل معها فكان وفاءً كبيرًا منها لهم حيث قامت أيضًا بتكريمهم وهذا وفاء أيضًا لأهل. وهي بادرة نوعية فرح بها محبو العمل الدعوي وتشكرمؤسسة البخاري الإسلامية ومديرها العام الشيخ عصام بن عبد الهادي البركاتي على هذه الجهود، وكذلك كرمت المؤسسة بعض أصحاب المساجد الذين كانت تسجل محاضرات فيها ومن أبرزها مسجد رجل الأعمال الشيخ عبد الرحمن فقيه. وكان أيضًا هناك تكريم خاص لرجل الأعمال الشيخ صالح كامل الذي أقيم الحفل في القاعة المسماة باسمه في الغرفة التجارية بمكة المكرمة وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم الآن وليعذروني على ذلك، وكنت أتمنى أن أكون حاضرًا هذا الحفل ولكن لظروف خارجة عن إرادتي لم أستطع الحضور وقد كان مبهرًا، ومتقنًا بعد أن شاهدت بعض المقاطع منه ولفت نظري كلمة ابن القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد -رحمه الله- الذي كان فرحًا بهذا التكريم لوالده في رحاب مكة المكرمة، وفي بداية الحفل جاءت قراءة ابن الشيخ مازن بليلة عبد العزيز الذي يسير على خطى أبيه ومن شابه أبوه فما ظلم جزاه الله خيرا، ولو أردت الكتابة عما شاهدته من مقاطع في فعاليات هذا الحفل المبارك؛ لامتد بي المقام في الكتابة ولعل ما شاهدته من تغطية للحفل وما حظي به من اهتمام عبر بعض وسائل الإعلام وخاصة الراعي الإعلامي صحيفة مكة الإلكترونية التي غطت الحدث صوتًا وصورة يعطي لهذا الحدث ما يستحقه من اهتمام وفق القائمين عليه لكل خير وأثابهم الله، وأسأل الله العلي القدير أن يجعلهم مباركين أينما كانوا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

سعد بن جمهور السهيمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى