المقالات

الأولمبياد في يد مدرس

#اقتراح_عزيز_جدا
عندما وصلتني إحدى النكت المتداولة وهي باختصار “الكفار هم أبطال السباحة والرماية وركوب الخيل” أحسست بوضوح معنى “المضحكة المبكية”. وتبادر إلى ذهني السؤالين المعتادين “لماذا؟” و”ما الحل؟”.
لماذا أصبح الكافر يفوقنا علمًا وفهمًا حتى في خيولنا “العربية”؟ ولست أعني بالكافر هنا عدو الدين الملعون كما يحب وصفه البعض، لكن ما أقصده هنا الشخص غير المؤمن بالحساب الإلهي، أي من المفترض أنه يملك دوافع أقل للإتقان والإحسان في عمله من الشخص المؤمن بقوله تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
لست وحدي من احترق حسرة على تأخرنا عنهم حتى في “الألعاب” الرياضية التي يتنافس عليها كثير الدول التي نفوقها علميًّا وماديًّا.
صديقي مشاري في إحدى المجموعات الواتسابية بعد أن كرر التساؤل عن هذا الإخفاق وأرفقه بالأرقام والنتائج، عبّر عن شعوره بقوله “عارف اني طفشتكم بس والله من قهر”.

كذلك شارك الكثير من المغردين فالأوسمة التي كشفت عن رغبة جماهيرية تُطالب بتغيير رئيس الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى على أنه الحل لأزمة ضعف المشاركات السعودية في الألعاب الأولمبية، لكن السؤال، هل محاولاتنا السابقة في تغير رؤساء القطاعات المخفقة كانت حلول فعالة؟
قد يعطي تغير رأس الهرم لأي منظمة؛ إضافة إن كان المكلف يملك من مقومات الإدارة والخبرة ما يفوق بها سابقيه، ولكن فالغالب ليس هذا هو العلاج لجذور المرض بل ربما يصح وصفه بأنه مجرد مُسكن مؤقت قد يستحليه البعض لضعف هممهم عن خوض العلاج الحقيقي والذي قد يستغرق الكثير من الجهد والوقت. أما بخصوص إخفاقاتنا الأولمبية فالمرض، حسب تقديري الشخصي، يكمن في عدم وجود “الرغبة” والدافع لدى الشباب لخوض التمارين والاستعدادات البدنية والتي تتطلب نوعًا من الالتزام والجدية وبعض التضحيات للعادات السيئة التي نمارسها بشكل يومي في أكلنا ونومنا. وهذه الرغبة في الغالب تُزرع وتُغرس في ذهن الطفل من سن مبكرة، ومن المفترض أن الذي يوجد هذا الدافع لدى صغارنا شخصًا رياضيًا متمكنًا يحب هذه الرياضات قبل أن يحببها لغيره. وربما يكون الرياضي الوحيد الذي نلتقيه بشكل يومي على مدار 12 سنة في مستهل حياتنا خارج المنزل هو مدرس الرياضة.
لذلك المنطق يقترح إيجاد نوع من التعاون بين جميع الجهات المعنية (اتحاد ألعاب القوى ووزارة التعليم على سبيل المثال لا الحصر)؛ للعمل على تأهيل مدرس الرياضة من ناحية القدرة على تحفيز وتشجيع الطلاب على إخراج طاقاتهم من خلال هذه الرياضات المختلفة واكتشاف مواهبهم وقدراتهم، بالإضافة إلى التأهيل الأكاديمي والمعرفي لهؤلاء المعلمين لمختلف الألعاب الرياضية، وقد يكون هذا الأمر مدرجًا ضمن البرنامج الجامعي المؤهل لتدريس الرياضة. هذا يتطلب أيضًا من المدرسين أنفسهم الخروج من قوقعة “مدرس الرياضة..وظيفة مريحة” وعدم حصر مسؤولياتهم عند طابور الصباح ورمي كرة قدم للطلاب إن بقي فالنفس رغبة في “تحليل الراتب”. فإذا لم تغرس هذه الرغبة من سن مبكرة لدى الطلاب من قبل مدرسي الرياضة فمن يفعل؟ أما مجرد الاعتماد على من يلهمه الله هذه الرغبة لأسباب لا يعلمها إلا هو؛ فهذا لن يغير شيء أو يحرك ساكن ولو تغير اتحاد ألعاب القوى عن بكرة أبيه وأمه.

ملاحظة: الأمر ينطبق على الجنسين وشكرًا

عزيز  عبدالباقي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى