المقالات

علماء المسلمين ومؤتمر الشيشان .. لم ينجح أحد

عندما يتعلق الأمر بالأمة الإسلامية وحماية حوزتها فلا مجال لعقيدة العبثية ولا محل لتجاذبات الصبية أو مماحكات الغلمان وترهات الساسة أو حتى توهمات العقلاء ، وليس لعالم أو حاكم من حكام المسلمين أن يختزل سعة الإسلام وشرف الديانة في فئة أو في حيز جغرافي أو في مذهب أو راية حزبية أو حركة إصلاحية ، ومن قال بمقولة التقتير والتضييق -هذه- فهو جاهل سفيه لا يُسترعى على رعية ولا يُؤتمن على ديانة أو أمانة-سواء في ذلك فردًا كان أم جماعة- وما كان لعالم أو حاكم أن يغلق باب الإجتهاد في زمن أحوج ما تكون إليه أمة الإسلام وعموم المسلمين ، فما هوت الأمة الإسلامية اليوم في مدارك الفشل الذريع على المستويين السياسي والديني إلا بسبب سطحية بعض علماء الملة والدين ولتشوهاتٍ في تصورات بعض أمراء المسلمين وحكام البلدان الإسلامية ، فتراهم غير مدركين لسنن الحوادث وغير مكترثين لها ولا معتبرين بها ، فعطّلوا قلوبهم وأطفأووا نور عقولهم ، حتى بلغوا حد الشلل في الفكر والعمل ، فما عادت للطاقات الفكرية -تحت سلطتهم- أثر ، ولا للسنن الكونية عندهم معتبر ، ولهذا الإركاس الذي أركسوا فيه والجمود بلغت الأمة الإسلامية مبلغًا لم تبلغه من ذي قبل في عطالة عقلية وبطالة فكرية تأسس لعقيدة عبثية في الوجود والكون تتضح لنا في صور الجمود الذي لا يصغي لنداءات المسلمين وعقلاء الأمة اليوم ، وفي حماقات العناد والعكوف على اصنام التحيزات وأوثان الهوى والتحزبات التي شرذمت الأمة الإسلامة في وقت أحوج ما تكون فيه للاجتماع وتوحيد الصفوف ، وهذا ما رأيناه شاخصًا للعيان ، وشاهدًا للعصر في مؤتمر الشيشان ، فلا الذين حضروا على رشد ، ولا العلماء الذين غابوا أو غيبوا عنه على بينة من الله ، وكل حزب بما لديهم فرحون ، والأمة الإسلامية في غاية الحزن على علمائها ورجال دينها الذين لم يترفعوا عن المراهقات والتصورات القاصرة ، ولم يتجاوزوا توهمات المسميات وعقبات التحيزات ، وما خرجوا عن توظيفات الساسة ومستنقعات السياسة ، ولو تطهرت نواياهم وخلصوا لبعضهم البعض لما رأيناهم غرقى في طوفان الإمبريالية الغربية وصرعى في دنس الشرك ونجاسة السياسات الديكتاتورية ، ولما رأينا الغائبين مقرنين في اصفاد الوهم والجمود والعناد ! .. فكيف للأمة الإسلامية أن تنهض من كبوتها ، وعلمائها لم يعترفوا لسلطة الزمن (قانون المرحلية والتدرج) ، ولم يعوا سلطة المنهج (قانون الأخذ بالأسباب) ، ولم يعتنوا بسلطة المادة (قانون الواقعية) ؟! بحجة أنهم داخل سلطة النص !! ونسوا أن الله يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ،وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ }.

كتبه / خالد عبدالله بن سفير القرشي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى