عطفًا على مقال الأستاذ حمود أحمد الفقيه، المنشور في هذه الصحيفة بتاريخ ٢٨ من شهر ذي القعدة الجاري تحت عنوان “للمتقاعدين مطلب واحد”، الذي طالب فيه بإنشاء مكتبات ومقاهي ثقافية وصالات رياضية، مطلب منطقي حين يتعلق الأمر بالرفاهية من باب استيفاء الحقوق المفترضة، ولكن هناك أولويات من باب الضرورات الواجب إعادة النظر فيها، أَلاَ وهي رواتب معظم المتقاعدين من العسكريين والمدنيين المتدنية التي لاتفي في متطلبات الحياة الضرورية من المأكل والمشرب والعلاج بيد أن الغالبية الساحقة منهم يسكن بالإيجار في حين أن الأسعار في صعود مستمر والرواتب غير قادرة على مقاومة الغلاء الذي يشمل كافة متطلبات الحياة الضرورية؛ مما يجعل المتقاعد يلجأ للاستدانة من البنوك التي تضاعف على المقترض الأرباح وتتسبب في خنق حياة المستدين والتنغيص عليه، فنرى المتقاعدين مواطنين قد أدوا واجبهم الوطني وحين يستدعيهم الوطن لايتوانون عن تلبية الواجب، وشاهدنا في ذلك حرب الخليج أو تحرير الكويت الذي تطوع فيه معظم المواطنين في مقدمتهم المتقاعدين دون طلب مقابل، فحينما يستدعى الوطن أهله لايطلبون ثمنًا لحماية أرضهم ومقدساتهم، بل يقدمون أرواحهم والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ.
سعود بن عايد الدبيسي