يتميز موسم الحج بتوافد المسلمين من كافة أنحاء العالم، بثقافات ولغات مختلفة، تحمل جميع الأطياف والألوان البشرية، قادمون من أصقاع الأرض لأداء فريضتهم، ومع وفادتهم نرى من يتقدمون لتقديم خدمات جليلة لضيوف الرحمن، ألا هُم من المطوفين وأبناؤهم والمطوفات. ومع قدوم طلائع القوافل الأولى من الحجيج، تبرز جهود المطوفات جنبًا إلى جنب المطوفين، فتسعى المطوفات لتقديم الرعاية الاجتماعية والإنسانية والتوعية الدينية والثقافية لحاجيات بيت الله الحرام في مختلف مؤسسات الطوافة، وتنطلق أعمال اللجان النسائية على تنوع أنشطتها والخدمات التي تقدمها بين لجان تطوعية ولجان رسمية ولجان رائدة لها السبق في دعم عمل المطوفة منذ أن صدر قرار مجلس الوزراء بإلغاء صفة التجريبية عن مؤسسات الطوافة، وكانت اللجنة النسائية التطوعية لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا السباقة للتحضير .
منذ شهر رجب بدأت الاستعدادات لتخرج بحلة جديدة عن المعتاد في كل عام، وكان من أبرز ما قامت به تنظيم زيارة لبعض الحاجيات إلى القسم النسائي بوزارة الحج والعمرة، حيث اطلعن على الخدمات المقدمة، وحظين باهتمام وعناية يليق بضيفات الرحمن، وتبادل الهدايا التذكارية. وسنتابع في الأيام المقبلة تعاونًا مشتركًا بين مطوفات جنوب آسيا ومطوفات المؤسسات الأهلية الأخرى كزيارات ميدانية لمطوفات الدول العربية ومكتب الزمامة الموحد كنوع من تبادل الخبرات والتزاور بين أبناء المهنة الواحدة.
وكان تدشين أعمال اللجنة النسائية لمطوفات المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب شرق آسيا برعاية ودعم من رئيس المؤسسة الأستاذ محمد أمين اندرقيري خطوة فاعلة لمنح المطوفات المزيد من الفرص العملية، وقد ساهمت أتممة أنظمة المؤسسة ومنها تفعيل أنظمة إلكترونية للزيارات الميدانية في المستشفيات باستخدام تقنية المواقع وهي تقنية رائدة لعل المؤسسات الأخرى تستفيد منها في المواسم القادمة. كما تميزت اللجنة النسائية لمؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية في التركيز على نشر التوعية عن المرأة السعودية عامة والمطوفة خاصة بين الطبقات الدبلوماسية والحجاج الأفارقة؛ وذلك بالتعريف بحقوق المرأة في الإسلام، نشر التوعية في الحج وكل مايتعلق بالتدافع وأوقات التفويج والنواحي الصحية كنوعية الأكل والحرص على شرب المياه، كما استغلت المواهب التي تتسم بها المطوفات وبنات الطائفة في تغير الفكرة عن الفتاة السعودية.
كما انطلقت أعمال اللجان النسائية للمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية الرواد في عمل المطوفات منذ اكثر من خمسة عشر عامًا واللواتي ساهمن في تطوير آلية جديدة للعمل موسم هذا العام بمشاركة دماء جديدة وشابة من المطوفات وبنات المطوفين والمطوفات ذي خبرات مميزة وشهادات علمية متخصصة يعملن تحت مظلة الطوافة لخلق جيل من المطوفات المثقفات والمبدعات ولتتوارث المهنة عن كثب، وحيث إن المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية لها الريادة في عمل المطوفات وفي الحصول على شهادة الأيزو 9001 في جودة خدمة الحجاج عام 1426هـ، و تم الحصول على شهادة الأيزو 10001 للمرة الثانية الموسم المنصرم 1436هـ، وقد تميز موسم حج هذا العام بتشكيل ثلاث لجان رئيسية لجنة رضا العملاء، ولجنة الرعاية الاجتماعية بالمستشفيات، واللجنة الميدانية وهي الأكبر والأهم للزيارات الميدانية للحاجيات في مقار سكنهن أو أخذهن في جولة ميدانية للبيوت المكية أو المتاحف الأثرية وكثير من الأنشطة التي تقوم بها المطوفة لإبراز التراث المكي ونشر الثقافية المكية، ونقل الصورة الحقيقية للمطوفة والسيدة المكية لتترك أثرًا وصورة مشرقة لدى ضيفات الرحمن. ولا ننسى أن نتذكر بالدعاء بالرحمة والغفران لعميدة المطوفات المطوفة رحمة شبانة والتي كانت نموذجًا مشرفًا نفخر به جميعًا على ما قدمت من أعمال جليلة.
أسأل الله أن تكون في موازين حسناتها وبصمت بصمة في عالم الطوافة؛ حيث كانت أخت المطوف وعملت يدًا بيد إلى جانبه منذ اللحظة الأولى لاختيار الحجاج من بلد القدوم وحتى يعود محمولًا مكفولًا، المقال لا يسع أن نذكر ما قدمت بين يديها، وإن شاء الله تلاقيه عند ربها؛ ليكرمها بجنات الفردوس عما قدمت.
حنين سرحان