المقالات

عمر السُّومة .. المهاجم النبيل

يتفنَّن في هز شباك الخصوم، ويتميز بالعدالة في المرور على جميع حراس المرمى ، فلم يسلم منه أحد، وبكل الوضعيات الفنية يسجل الأهداف، ولا تتنبى بالوقت الذي سيسجل فيه .. ففي أي لحظة من عمر المباراة من الممكن لدغ عميق للشباك. تُحَمِلُّه جماهير النادي آمالًا عريضة في تحقيق الفوز فضلا عن تحقيق التعادل إذا لزم الأمر؛لتعديل النتيجة..غير تَحمِيله الواجبَ الأكبرَ في الفرح الغالي؛ للفوز بدوري أو الفوز بكأس .. فكم أسعد تلك الجماهير !! وكم حقق من أهداف قياسية وقاسية في أول موسم له. عجيب جدا هذا اللاعب في حضوره الطاغي والمُلفت على المستطيل الأخضر أتعجب من أخلاقه.. أم من رُقِيه وأدائه .. فهو متعة كروية فريدة، يُتعِب كلَّ من واجه بحركات ذكية .. وبمجهود راقٍ .. لا يعرف أبدا..ولا يعترف باليأس. إنها الصفات التي يجب أن يتحلى بها أي مهاجم. هدؤه المميز يحير كل المدافعين من حوله .. وفي لحظة ما يتحول ذلك الهدوء إلى بركانٍ كروي هائل يقذف بالحُمَم الفنية في كل أرجاء المنطقة المحرمة..منطقة الثمانية عشر وصولا الى المكان المطلوب،المرمي المحاصر بكتيبة من المدافعين وبحضور الحارس المغلوب على أمره.. وعلى مرأى من نظرات المتابعين .. مرهِق متعِب مشاكِس مجهِد.. بحق هذا الرائع السومة.

والأجمل مما سبق فيما ذكر هو قيام اللاعب المحترف السوري في نادي الأهلي عمرالسومة المهاجم النبيل .. بمبادرة جميلة، وذلك بزيارة خاصةللمقر الرسمي لجمعية”خيركم”لتحفيظ كتاب الله تعالى بمحافظة جدة، والاطلاع عن قرب على المجهودات الطيبة التي تقوم به تلك الجمعية الموفقة في سبيل الاهتمام بكلام المولى عز وجل من خلال الناشئة الصالحة، ومن ثم إعلانه بعد تلك الزيارة المباركة عن عرض قميصه الذي حقق به لقب هداف الدوري، وبطولة دوري جميل للمحترفين الموسم الماضي في مزاد علني، والتبرع بقيمته مساهمة منه في دعم طلاب الجمعية، والذين يستحقون – من كافة أطياف المجتمع ومنهم الرياضيون .. أعضاء شرف إداريون .. لاعِبون .. جماهير – كل أنواع المشاركة من الدعم المادي والدعم المعنوي والحضور الإعلامي . فهم يحملون في صدورهم أغلى الحروف والكلمات الخالدة.

إن قيام الرياضيين كافة بواجبات المسؤولية المجتمعية لهو من الأمور المفترض الاضطلاع بمهامها. ويأتي في مقدمة أولئك الرياضيين.. اللاعبون..فبما حباهم الله من مميزات كثيرة: من عقود احترافية جيدة .. ومحبة الناس .. وعلاقات حسنة في المجتمع، يجعلهم في محل لفت أنظار الجميع لتأدية مسؤوليات عظيمة تُجاه من يحتاجون إلى خدماتهم. وما تقديم اللاعب الخلوق عمر السومة قميصه وعرضه للبيع إلا – إن شاء الله لهو – صدقة مباركة لوجه الله تعالى. نرجو الله أن يكون عملا خالصا يبتغى الأجر من خلاله. نعلم أيضا أن هناك لاعبين آخرين قد قاموا ويقومون بالأعمال الطيبة والصالحة في المجتمع سواء في الخفاء أو العلن، بل هناك أندية رياضية تبادر بالقيام الى زيارات مماثلة ومشابهة، وإقامةمسابقات في حفظ القران الكريم،ولكن نأمل ونطالب بالمزيد من مثل هذه الأعمال العظيمة، والتي لايعلم مقدار أجرها وثوابهاإلا الله،ولكن نعلم مدى أثرها النافع والكبير على الجمعيات القرآنية أوالجمعيات لخيرية أو دور الأيتام.. بالإضافة إلى المحتاجين والفقراء والمساكين.تحية ملؤها الاحترام والتقدير للاعب الخلوق عمر السومة، ولكل من سعى في تقديم الطَّيِّب والمعروف من أجل ابتغاء الأجر العظيم من المولى سبحانه في الوطن الغالي.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. بارك الله فيك ياعمر السومة وكثر الله من امثالك …

    وبارك الله في الكاتب عبدالرحمن الاحمدي الذي دائما يسلط الضوء على كل اعمال الخير

  2. تأملت في هذا المقال كثير وقراءته عدت مرات .
    وهدفي من إعادة القراءة بعد الاستمتاع
    هو التأكد مما تتميز به أيها الكاتب المخضرم على الأقل في نظري أن لم تكن كذلك.

    كاتبنا الفاضل وبصراحة شديدة قلمك الرياضي هو الأقوى والأجمل والاصدق والاروع بين باقي الأقلام .

    سؤالي :
    لماذا لا تتخصص في الصحافة الرياضية علما بانة لديكم ثقافة رياضية من نعومة الأظافر
    و لا يستهان بها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى