محمد اليحياء

دور المواطن في الحج

تتجه أبصار المسلمين في كافة أرجاء المعمورة هذه الأيام نحو بيت الله الحرام في مكة المكرمة؛ حيث تهفو قلوبهم لأداء المنسك وحجة العمر؛ فمنهم من يسر الله له تحقيق الحلم ومنهم من لازال ينتظر أن يحقق الله حلمه ليقضي فرضه، وبقدر سعادتنا الكبيرة بأن أكرم الله نسبة كبيرة من أبناء الوطن السعوديين بخدمة الحجاج كل حسب موقعه؛ فإن كل مواطن عليه دور خدمي وأمني حتى وإن لم يطلب منه فخدمة الحاج من الخدمات العظيمة وخصوصًا ما يقوم به الفرد العادي من إرشادهم ومساعدتهم والأخذ بيد كل من يحتاج أو تقديم النصيحة أو تعريفهم بالواجبات والمحذورات والنسك التي قد يجهلها لسبب ما،  كلنا في هذا الوطن خلف قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين، خدام لضيوف الرحمن الذين سخرنا الله لأن نخدمهم وننال الأجر العظيم من الله جراء تلك الخدمة.

إن الأجر العظيم الذي تناله أيها المواطن من الله، ثم الدعاء الذي تحظى به من مُسنة أو مُسن في ساعة استجابة قد يحقق لك ما لا تحققه لو عشت مائة عام. عليك أخي المواطن أن تعطي صورة حقيقية ناصعة البياض عن هذا الوطن بحسن خلقك وبشاشتك وعونك للحاج وخصوصًا كبار السن، كما يجب أن تجعل عينًا للتعاون ومساعد الحاج وعين أخرى ترقب بها من يحاول أو يسعى للعبث بالحج وإثارة القلاقل والفتن وشق صف المسلمين، ويسعى لتعطيل تحركات الحجاج بافتعال أمور تؤدي لزعزعة الحج واستقرار وطمأنينة الحجاج وإبلاغ السلاطات المختصة بما تراة مخالفًا أمنيًا أو تنظيميًا، كما أن عليك أخي المواطن البائع والتاجر أن تراعي الله عند بيعك وشرائك وتشفق بالحجاج وتكون كما قال رسولنا أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع أو اشترى فهؤلاء ضيوفنا والتسامح والعفو والرضى بالقليل عند البيع يعوضك الله بداله الأجر العظيم نظير ذلك).

لقد أثبت المواطن السعودي في مواسم الحج الماضية مواقفًا عظيمة سواءً أكان رجل أمن أو من المكلفين بالعمل بالحج أو المواطنين العاديين، أنهم رجال شهامة ومواقف وقدموا من الخدمات لحجاج بيت الله الشيء الكثير بوازع ديني وروح وطنية دون أن يطلب منهم ذلك، كما يجب على المواطنين التعاون مع المطوفين وحملات الحج الرسميه متى ما وجدوا أحدًا من الحجاج تابعًا للمطوفين يجب مساعدته حتى يصل إلى المجموعة المنتمي إليها.

ولعلنا نلاحظ ولاحظنا في السنوات الماضية كيف تناقلت وكالات الأنباء مواقف إنسانية ورجولية لرجال الأمن والمواطنين مع حجاج بيت الله هي واجبنا أي نعم، لكنها تلجم أفواه أعداء الدين وأعداء المملكة، وفي مقدمتهم دولة الفرس وأكبر محرضًا على الفتن والزعزعة للأمن. إيران الحاقدة النصير لكل شر على مستوى العالم تلك الشهادات والثناء الذي تتناقله وكالات الأنباء عن مواقف رجال أمننا ومواطنينا مع الحجاج والمعتمرين جعلت العدو الفارسي يدس رأسه كالنعامة وهذه حيلة الحاقد العاجز الفاشل بعد انكشاف مخططاته وحقده وألاعيبه المكشوفة؛ هنيئًا لوطننا برجال أمنه ومواطنيه وأعظم شرف خدمة ضيوف الرحمن، أعادهم الله لديارهم سالمين غانمين من بلاد الأمن والأمان وخدمة الإسلام والمسلمين.

محمد عبدالعزيز اليحياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى