لا بأسَ علينا، على كلِّ الموجوعينَ والمفجوعينَ والمنكوبين.
لا بأسْ !
كعادةِ غمارِ بوحي، حينَ أقررُ خوضَهُ، تتقاذفُني أمواجٌ حسّيةٌ، ترفعني موجةٌ وتخفضنِي أخرى وتغرقنِي حيثُ أعماقِي موجةٌ أشدُّ وأعتى وأنا لا ألوِي على نجاةٍ وكأنّ الغرقَ في هكذا نبضْ شيءٌ من حياةٍ ينضمُّ إلى مواسمِ عمرِي، لوحاتٌ تعبيريةٌ عن شتّى أنواعِ الألمِ والأوجاعِ الجسديةِ والنفسيةِ والروحيةِ، كانتْ فصلا مؤثرًا من مسرح ِالحياةِ التي يعيشها الناسُ على اختلافِ مستوياتهمْ وثقافاتهمْ وإنسانيتهمْ أيضًا، فقد نالت هذه الإشاعات المسيّسة والأوبئة المفبركة عن قصد أو عن غير قصد من راحة بال البسطاء وهناء حياة المثقفين والسعداء وحتى لم تسلم منها رفاهية المترفين الأثرياء!
كيف لا وهناك من يتاجر بإغفاءة البشر، بخوفهم على فلذات أكبادهم، بالمستقبل حتى لو كان مظلما لحياتهم وأمنهم، باتت القلوب موجوعة والأفكار حائرة والضمائر فاترة، تعب الأمناء من أمانتهم ودفع الصادقون ثمن صدقهم ووحدهم المنتجون لهذه الدراما المخزية والمتواطئون معهم من استمتعوا بالمشاهدة ونال العرض استحسانهم وملأت الأموال المشبوهة والدموع والأحلام جيوبهم، حتى بعد أن حققوا أهدافهم ومراميهم لم يكلفوا أنفسهم عناء وقف العرض الساخر بل تركوه يستمر!
فالناس ترفض الإصغاء إلا لنشرات الأخبار التي تناقض بعضها وبعضها يناقض ساستها وساستها تناقض شعوبها وشعوبها تناقض حقيقة الإيمان واليقين، ولا تملك هذه الشعوب في خضم الخوف والجوع والانكسار والفقد والهزائم النفسية إلا أن تتشبث بأي وهم وأي دراما لتقحم نفسها وحياتها وكل ثمين تملكه وقيمةً تؤمن بها لتكون ضمن هذا العرض المحزن المؤسف وتقوم بدور البطولة وبلا فصل أخير أو نهاية، بل هي مسرحية تتبعها مسرحية ومهزلة تتلوها مهزلة، ويبقى أرباب الحس والفكر والضمائر الحيّة هم من أشد المنهكين بكل مصاب، فهم لا يكتفون بأوجاعهم وهمومهم وآلامهم، بل ورغما عنهم يتوجعون ويألمون من ما قد يلمّ بمن حولهم سواء كانوا من المقربين أو حتى من عامة الناس.
بقلم/ وفاء السالم
حديث يختزل الالم
آمال مستلقية تحت اسفلت السياسة
وساسة سراديب ارواحهم معتقة بالسواد
اغتالوا براءة الاطفال فرحين
بأسلحة بلاستيكية
يصوبونها نحو مستقبلهم المجهول
بمساعدة آبائهم …
هذا هو وجع أصحاب القلوب الحية والضمائر اليقضة ،وجع دائم وألم مستمر يجدونه في كل مكان حولهم فهم لا ينظرون كبقية الناس بمجرد الجارحة بل ينظرون بشعور القلب واحساس الضمير
شكرا ست وفاء