كنت أشاهدهم قريبًا من المساجد في مكة المكرمة وهم يجلسون على الأرصفة والمساجد أمامهم، فيما تجد غيرهم من الناس يُسارعون إلى الصلاة ليؤدونها جماعة في المسجد، ولعل أكثر مسجد كنت أشاهدهم عند المسجد الكويتي بحي الزهراء, الذي كان قريبًا من سكننا، وكانت بعض بعثاتهم تسكن بجواره ومن هناك ينطلق بعضهم بعد الصلوات إلى المسجد الحرام، كنت أشاهد المنظر مرارًا وتكرارًا وكانت التساؤلات حول هذا الفعل الذي يقومون به تتزاحم عندي وذلك كان قبل أكثر من (30عامًا)، ولكن في تلك المرحلة لم يكن عندي الفضول الصحفي الذي مارسته فيما بعد، وكان أول عهد لي بالتعرف على معلومات عن الرافضة أو الشيعة في دراستي الجامعية بجامعة الملك عبد العزيز؛ حيث كان عندنا مادة اسمها جغرافيا سياسية من إحدى الدكاترة لا يحضرني اسمه الآن، وكان يحب الاستشهاد الواقعي؛ فتحدث عن عدم خنوع الشعوب مثل انتفاضة فيتنام ضد الأمريكان وكيف ساهم إصرارهم في طرد المحتل الأمريكي، ثم تناول الحرب العراقية الإيرانية وكان يقول إن الشيعة عندهم إصرار على تحقيق أهدافهم، حتى لو خسروا مرة أو مرتين ولهم مشروعهم الذي يصرون عليه، كان يقول ذلك وهم كانوا منهزمين أو على وشك الهزيمة من العراق، وربما ماذكره أن لديهم مشروع هو الصحيح فهناك مايسمى (ﺑﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻻﺕ ﺣﻜﺎﻡ ﺇﻳﺮﺍﻥ) نشرها عبد الرحيم البلوشي، ومما ذكر فيها ماﻭﺭﺩﺕ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ (ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺛﻮﺭﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺳﻮﻑ ﺗﻬﺎﺟﻤﻨﺎ ﻭﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ).
هذا جزء بسيط منها، وفي تأكيد على عملهم يقولون ﻭﻹﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﺩﺉ ﺫﻱ ﺑﺪﺀ ﺃﻥ ﻧﺤﺴﻦ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺘﺒﺎﺩﻝ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻭﺻﺪﺍﻗﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﺤﺴﻦ ﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﻣـﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ(وهاهم فعلوا أكثر من ذلك باحتلال العراق والخطة السرية لآيات الشيعة في إيران، تفضح خطة العمل على تشييع المنطقة فارسيا خلال خمسين سنة ).
ومن هنا بدأت أقرأ عن الشيعة قراءة عامة وعن عقيدتهم الباطلة بيد أن حجاج إيران كانوا يواصلون، المجيء وهم بتلك الصورة المخالفة للمسلمين وللسنة النبوية، وكانوا حينها ينفذون توجيهات الهالك الخميني الذي شهد عهده جرائم بشعة في مواسم الحج وغيرها من الجرائم التي قاموا بها في بلادنا. نسأل الله أن يقينا شرهم وأن يكفي الحجاج شرهم.
جرائم ايران وأول هذه الجرائم كانت في عام 1400 – 1980, بشغب وتخريب في الشرقية حيث قاموا في القطيف بتحريض مباشر من النظام الإيراني بالمظاهرات وفي حج سنة 1406هـ, تم اكتشاف أجهزة الأمن السعودية مادة شديدة الانفجار ( T.N.T) في حقائب الحجاج الإيرانيين، وفي حج سنة 1407هـ 1987م أثار الحجاج الإيرانيون في مكة المكرمة مشاكل أخرى عندما تظاهروا كما يقولون لأجل تحرير فلسطيـن وفي حج سنة 1409هـ وهذه المرة نفذ الجرائم بالنيابة عنهم مجموعة من شيعة الكويت، ومنهم شخص من شيعة السعودية من الإحساء ونتج عن هذه التفجيرات، قتل وجرح العديد من حجاج بيت الله الحرام وتم إلقاء القبض عليهم جميعًا وتنفيذ حكم الله فيهم وفي عام 1410 – 1990, قتل الحجاج في نفق المعيصم في جريمة مرعبة تقشعر لها الأبدان وحصدت العدد الأكبر من الأرواح وفي موسم حج 2015 وقعت حادثة تدافع “مِنى” في موسم حج العام الماضي، والتي نتج عنها مقتل نحو 2300 حاج أجنبي، من بينهم 464 إيرانيًّا، وهي أسوأ أزمة وقعت في مواسم الحج.
جرائم بأقوالهم
ونشرت جريدة (الزمان) — العدد 1623 — التاريخ 30-9-2003هذا (رفسنجاني) يعلنها دون تقيّة ودون خجل بتاريخ 17/4/1983م في كلمته التي ألقاها في وفد معلمي شيراز؛ حيث قال: إيران ليست هي الوطن العربي ولا العالم الإسلامي هي الكل لأنها دار الإيمان، وما عداها دار كفر، ويتعين على مسلمي إيران وأصدقائهم أن ينهضوا بمهام تحرير كافة بلدان الإسلام، وقال حسين الخميني حفيد الهالك الخميني كان هناك قرار إيراني سري بتهيئة الأجواء لإيقاف الحرب، ولهذا الغرض تم التخطيط لعدد من الإجراءات لصرف وتوجيهها بعيدًا عن الحرب مع العراق. فعمدوا إلي إرسال مواد متفجرة إلي السعودية، وإلي مكة المكرمة تحديدًا، وأضاف: وقتها كلفت رئاسة بعثة الحج الإيرانية من دون أن أعلم بهذا المخطط الشرير، لكن إرادة الله تعالي لم تشأ ذلك، فتم اكتشاف المتفجرات في مطار جدة وأحبط المخطط.
وقال في عام 1987 أعيدت الكرة بنحو آخر عندما قام الحجاج الإيرانيون بإحداث قلاقل في مكة المكرمة وحدثت المجزرة المعروفة. هذا بعضًا من تاريخ هذه الدولة الإجرامية التي نحتاج لمجابهته للتخطيط الاستراتيجي إعلاميًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا لحماية بلادنا من مكائدهم وجرائمهم، فإيران التي تهاجم بلادنا وتصدر الهجوم بؤرة الشر خامنئي الذي فقد صوابه وهو يرى بلاده وجرائمها تتكشف يوما بعد يوم، ولكن سيبقى هو وكل الأبواق التي تسير على نهجه يعيشون أماني لن تتحقق بإذن الله عليهم من الله ما يستحقون، وستذهب تهديداتهم بإذن الله أدراج الرياح، وقد لمسنا وقوف العالم الإسلامي كله ضد أفعالهم ودعمهم لهذه البلاد التي لاتألوا وسعا في تسهيل كل ما يتعلق بالحجيج ليؤدوا حجهم بكل يسر وسهولة، وأما إيران فجرائمها كثيرة ولكن الغرب يغض الطرف عنها؛ لأنها مقبولة لديهم ويرحبون بها لأنها تدعم ما يريدون تنفيذه، وأما جرائمها فتنفذها في البلاد العربية بأذنابها ووكلائها من الرافضة في المنطقة العربية في لبنان والعراق وسوريا وهي محتلة الآن للعراق ولبنان وجرائمها في العراق ضد السنة وأهلها كبيرة، وتواصل جرائمها ضد بلاد الحرمين في المواسم الماضية في الحج وإن كان بعضها في سنوات متباعدة إلا أنها كانت تعكر بها أفراح الحجيج وتبدل سعادتهم ألمًا ومتاعب؛ لأنهم يشاهدون من يأتي بمكر على أنه يحج ثم يأتي ليفسد فيها، ولكن الحمد لله فإن قيادتنا الرشيدة تصدت لهم مرارًا وتكرارًا فليخساؤوا ولتذهب أطماعهم في مهب الريح، فبلاد الحرمين الشريفين عصية عليهم بإذن الله.
سعد بن جمهور السهيمي
احسنت استاذ سعد
فايران تستغل المذهبية لتشويه موسم الحج وبهدف احراج المملكة كحامية للحرمين . خلصنا الله من ولاية الفقيه وبلاويها