المقالات

خرفان طهران !!

لانعول أية آمال على تصحيح عقول بعض العرب المنجرفين تحت راية الملالي .. فقدنا بغداد بفقداننا عقلية قيادتها الغبية التي جازفت بتحدي كل قرارات العالم فقتلت وشردت شعوبًا عربية كانت تعيش في مأمن ..
كنت ضمن تلكم الحزمة التي تشردت إبان السطو على الكويت ..لم أندب حظي كثيرًا فقد وقعت في براثن ذلك التشرد حين صمدت لمدة شهرين تقريبًا أقاوم القتل على قارعة الطريق. اختبأت في السالمية ثم الخالدية، ثم الجهراء، ورميت بكل أوراقي الثبوتية وزوّرت بطاقة بلقب كويتي خشية الاعتقال والإعدام؛ لأنني صحفي ..وشاهدت عدي وهو يهدم بجرافة مبنى صحيفتي الرأي العام الكويتية، ويسرق مطابعها وشاركت مع مقاومة الجهراء في صد بعض الفرق الشعبية العراقية التي أباح لها صدام سرقة البيوت واغتصاب النساء ..
كان دوري يقتصر على مراقبة التحركات العراقية وتشتيت انتباههم بإطلاق النار من عدة أماكن مختلفة ..لم أكن أفقه مايجري على الساحة العسكرية بدقة بيد أني كنت متحمسًا لاستعادة الكويت. جزء كبير من الشعب العراقي لم يكن آنذاك راضيًّا عما يفعله صدام لكنه مجبور على تنفيذ الأوامر. اليوم يخرج بعض الفارغين يمجدون صدام حسين ويتباكون على فقدانه ويشيدون بشجاعته على حبل المشنقة ..
والحقيقة أننا ضد تلكم المحاكمات الهزلية التي حصلت وقضت بإعدامه لكننا أيضًا على النقيض نفسه نرى أنه مجرم لم يترك للعرب فرصة لاحتواء العراق من الضياع فسلم بغداد لقمة سائغة لطهران التي استعبدت العراقيين بيد أبنائها للأسف حتى أصبحوا خرفان يقودهم الملالي كيفما شاءوا .. اليوم يعيش العراقيون تحت الخنوع الفارسي الذي هجر أبناء السنة وسيطر على ديموغرافية العراق بشكل مفزع، ولم تعد العشائر التي كانت يوما ما قوة لايستهان بها ذات أهمية، بل إن أطلق شيخ عشيرة عراقي يستنجد بالمعممين من أجل بقائه أو حمايته ..
فقدنا بغداد التي أصبح أبناؤها خراف تقودهم كل الكتل الإيرانية حتى الشيعة العرب منهم لم يعد لهم دور ريادي؛ لكبح جماح الفرس من ابتلاع العراق. لكن المصيبة العظمى أن أهل العراق لم يكتفوا بخنوعهم وتصديقهم للملالي، بل أصبحوا أبواقًا لهم في كل محفل .. قتل صدام وانتهت حقبته لكن في العراق اليوم ألف صدام لانعرف لماذا يتقاتلون؟ ومن اجل ماذا؟ تركت أمريكا العراق غارقًا بالفتنة، وصححت كل أخطائها في فيتنام فكانت العراق منجم ذهب لاتزال تسرقه باسم ثورة الشعب التائه، وخلقت بين العراق وأهله عداوات لاتنتهي وطائفية مقيتة أحرقت بنارها كل شيء لزعامات فارغة ومكاسب خارجية لاتخدم العراق وأهله..وهذه النار ستلحق بنا إن لم نتنبه لها جيدًا وفتنة أمريكا مستمرة، وإن أظهرت لنا ابتسامتها الماكرة؛ فهي تسلط علينا من خلف الأبواب المؤصدة، وتظهر بثوب المدافع عنا وهذا استغفال واضح؛ لأن قضية 11 سبتمبر نحن أكثر من اكتوى بنارها فكيف يشرعون قانونا لتجريمنا بما ليس فينا وعلى أمريكا أن تعي جيدًا نحن لسنا العراق وشعبنا ليس طائفي ولن تهزنا محاولات ثني الذراع. فالرأي العام العالمي يعرف أننا نخوض حربًا شرسة مع كل أطراف الإرهاب بما فيها اللوبي الخبيث المنطوي تحت مظلة السياسة الخارجية الأمريكية ..
ولن نكون خرفان ملالي وإن كان لدينا قلة ممن تعبد توجهاتهم على وطنهم بعنترية فارغة؛ لخلق غوغائية تضر بهم قبل غيرهم .. وكفى ……
عبدالله  الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى