(مكة) – مكة المكرمة
تستقبل المدينة المنورة بدءا من مساء اليوم الأربعاء طلائع وفود ضيوف الرحمن المتعجلين منهم الذين منّ الله تعالى عليهم أداء فريضة الحج لهذا العام 1437هـ وذلك لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ، فيما يتوقع أن يصل عشرات الآلاف من حجاج بيت الله إلى طيبة الطيبة خلال الـ 48 ساعة القادمة .
وفي هذا الصدد أكملت جميع الإدارات الحكومية والجهات المعنية بالمدينة المنورة استعداداتها لاستقبال ضيوف الرحمن عقب أدائهم نسكهم بمتابعة وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة من خلال مواصلة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام زوار المسجد النبوي الشريف بالشكل المطلوب وتطبيق الخطط التشغيلية لموسم ما بعد الحج لكافة القطاعات الحكومية المعنية بالحجاج ومعالجة ما قد يطرأ من ظروف ميدانية يفرضها واقع الحج بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بهدف خلق البيئة المناسبة للعمل بين جميع القطاعات للوصول إلى المستوى المأمول .
وجندت الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي الشريف طاقاتها وإمكاناتها لخدمة زوار المسجد النبوي الشريف بالتركيز على تكثيف البرامج الوعظية من خلال تنظيم حلقات الدروس العلمية الخاصة بالحج والرد على أسئلة واستفسار الحجاج وتوفير جميع الخدمات التي يحتاجها الحاج في أروقة المسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به وكذلك فتح الأبواب وحراستها ونظافة المسجد من جميع نواحيه وساحاته وتوفير السجاد وفرشه ونظافته وتوفير ماء زمزم المبرد وتشغيل الإنارة واستخدام التقنيات المختلفة للخدمات الفنية وكذلك العناية بالمصلين والزوار وتأمين احتياجاتهم في المسجد النبوي ولتنظيم حركتهم دخولاً وخروجاً واستدعاء الإسعاف في الحالات الطارئة وحفظ المفقودات وإرشاد التائهين وغيرها من الخدمات والتوجيه والإرشاد الديني للزوار والمصلين في المسجد والدعوة إلى الله وتهيئة المصاحف وتفسير معانيها باللغات الأخرى والتوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة وتيسير وتسهيل السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وتوفير مكتبة متكاملة (مقروءة) تحتوي على الكتب العلمية المطبوعة والمخطوطة وصوتية تحتوي على الدروس العلمية لمدرسي المسجد النبوي والخطب والتلاوات لأئمة المسجد النبوي الشريف تقدم للزوار بعدة وسائط منها الأشرطة والأقراص (المضغوطة CD ، الصلبة ) وكذلك توجيه وإرشاد السائلين والقيام بجميع ما يتعلق بأمور العبادة والحج والعمرة وآداب زيارة المسجد النبوي الشريف .
ومن الإمكانيات الخدمية التي تقوم بها الرئاسة أيضا العناية بالأقسام النسائية وذلك بتهيئة كافة الخدمات للمصليات والزائرات وتهيئة أقسامهن وفتح الأبواب الخاصة بهن وفتح الدورات والمواضئ النسائية وتهيئة كافة الإمكانات لدخولهن في الروضة الشريفة والصلاة فيها وتعيين مراقبات يؤدين جميع الأعمال الخدمية والرقابية والتنظيمية والإشراف التام على المسجد النبوي الشريف ومرافقه وساحاته والتأكد من وجود جميع الخدمات اللازمة المتمثلة في زيادة عدد المرافق النسائية التي تعمل على مدار ( 24 ) ساعة وتزويدها بالمصاعد الكهربائية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ، بالإضافة إلى تخصيص كبائن في الساحات النسائية لإرشاد التائهات من زائرات المسجد النبوي وذلك بالتعاون مع قسم الشرطة النسائية في المسجد النبوي الشريف .
وفي نفس السياق أكملت المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة الاستعدادات والخطط اللازمة التي تعنى بخدمة حجاج بيت الحرام زوار المسجد النبوي الشريف بعد أدائهم مناسك الحج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، بتسخير كافة قدراتها البشرية والآلية واتخاذ كافة التدابير المناسبة لخدمة وحماية الحجاج والمواطنين والمقيمين وتوفير كافة وسائل السلامة لهم من كافة أخطار الحوادث والكوارث وحماية الممتلكات العامة والخاصة من خلال إعداد خطط الإيواء والإخلاء والإسعاف ونقل المصابين وخطط تقديم الوجبات الغذائية وخطط الإسناد ، كما تم تدريب الرجال على مواجهة كافة المخاطر والاحتمالات للمواقع المنكوبة التي تتطلب جهودا كبيرة لم يغفل عنها الدفاع المدني ، إلى جانب تجهيز غرف العمليات الثابتة والمتنقلة وزيادة أعداد فرق الدفاع المدني وإعادة توزيعها ليتم تغطية مواقع الكثافة البشرية حول المسجد النبوي الشريف والمباني المكتظة بالسكان وكذلك تم تدعيم رجال السلامة الراجلة والراكبة بأعداد كبيرة من الآليات والدراجات والتجهيزات الشخصية ، كما تم تغطية جميع الطرق التي يسلكها الحجاج والمسافرون كطريق المدينة مكة والمدينة تبوك والمدينة القصيم وينبع ، إضافة إلى خدمة طيران الدفاع المدني التي تقوم بتغطية الطرق البرية المؤدية إلى منطقة المدينة المنورة ومراقبة الطرق السريعة ونقل المصابين في حال وقوع الحوادث التي تستدعي ذلك.
وفي هذا الجانب شرعت المؤسسة الأهلية للإدلاء بالمدينة المنورة في تنفيذ المرحلة الثانية من خططها التشغيلية لموسم حج هذا العام التي تستهدف خدمة الحجاج التي تستقبلهم طيبة الطيبة بعد أن منً الله تعالى عليهم أداء فريضة الحج بتقديم أفضل الخدمات الممكنة لضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف ورعايتهم من حين قدومهم إلى المدينة المنورة من خلال استقبالهم وإسكانهم ومتابعة أحوالهم أثناء فترة وجودهم في المدينة المنورة ومساعدتهم حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بسلامة الله .
من جهتها سخرت شرطة منطقة المدينة المنورة جميع أجهزتها لخدمة ضيوف الرحمن بتشكيل سياج أمني منيع أساسه العمل الدؤوب والسهر على راحة الحجاج والزوار بالعمل على تسهيل الحركة المرورية وانسيابيتها بما يكفل سهولة التنقل وعدم عرقلة السير وذلك من خلال المتابعة وحسن الانتشار للدوريات والدراجات المرورية وحرصاً على تحقيق السيطرة الأمنية تم استحداث عدة نقاط أمنية في مواقع ذات أهمية لرصد الحالات التي تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام أو تعطيل الحركة المرورية وحركة المشاة وسرعة اتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية اللازمة لمواجهتها والسيطرة عليها لتحقيق أعلى درجات الأمن ، بالإضافة إلى تعزيز المساجد التي يرتادها الحجاج الزوار مثل مسجد قباء ومسجد القبلتين ، كما هيأت الخطة الموسمية لشرطة المدينة نقاط فرز يتم عن طريقها استلام مركبات حجاج البر من القوات الخاصة لأمن الطرق قبل دخولها المدينة المنورة منها نقطة فرز على طريق الهجرة ونقطة فرز على طريق تبوك ، بالإضافة إلى نقطتي فرز على طريق القصيم القديم والجديد وكذلك نقطتي فرز على طريق ينبع القديم والجديد مع متابعة وملاحظة بعض المخالفات من خلال لجان تعالج حالات الافتراش في الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف والطرق المؤدية إليه .
أما القوات الخاصة لأمن الطرق بمنطقة المدينة المنورة فقد نفذت خطتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام من خلال الموسم الثاني لحج هذا العام 1436هـ بالعمل على مدار العام خاصة فترة الحج حيث تستقبل المنطقة أعداد كبيرة من السيارات وبالأخص الحافلات للحجاج والمعتمرين والزوار وتقوم القيادة مسبقاً بالتنسيق مع فرع وزارة الحج والإدارة العامة للنقل والطرق والجهات الصحية لمعرفة أعداد وحجم الحجاج ويتم من خلاله وضع حجم الحركة والقوة بناء على هذه الأعداد ، كما تتابع القوة الأعمال على الطرق التي تقوم بها الإدارة العامة للنقل وتهيئة الطرق التي ترتادها تلك العربات والتأكد من جاهزيتها وتأمين عوامل السلامة المرورية والمراكز الصحية التي تكون على الطريق وتهيئتها لما قد ينتج من حوادث لا سمح الله ، حيث تشرف القوات الخاصة لأمن الطرق بالمنطقة على عدد ستة طرق رئيسية وفق النطاق الإشرافي للمنطقة وهي طريق المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة السريع والقصيم وحائل وينبع وتبوك وخيبر والعلا .
من جهتها تقدم المديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة المدينة المنورة كافة الخدمات الصحية اللازمة لإنجاح خطتها لموسم ما بعد لحج لهذا العام وتحقيق أعلى مستوى من الأداء للخدمات الصحية للحجاج زوار المسجد النبوي الشريف والمواطنين والمقيمين التي تشمل البرامج العلاجية والوقائية والإسعافية والخدمات العلاجية في المستشفيات والمراكز الصحية ومنافذ الدخول ومناطق سكن الحجيج وعلى الطرق الرئيسية المحورية المؤدية من وإلى المدينة المنورة لتصبح خدمة طبية متكاملة وتنفيذ لبرامج العلاجية باستقبال جميع الحالات المرضية والإسعافية المحولة إلى المستشفيات المحددة العاملة بالحج وتوفير الخدمات الضرورية من حيث التشخيص والعلاج والتنويم إذا دعت الضرورة بما فيها إجراء العمليات الجراحية وغيرها ، بالإضافة إلى إعداد خطة عمل وقائية شاملة لبرامج الوقاية من الأمراض المعدية والوبائية وتلقي الخدمة ومقدميها على السواء وأماكن التجمعات السكانية العامة وكذلك مساهمة المراكز الصحية ( الموسمية والدائمة ) في احتواء أعداد المراجعين وخدمات المستشفيات التخصصية المتمثلة في تشغيل المراكز الصحية الموسمية والدائمة بالمنطقة المركزية حول المسجد النبوي الشريف .