تحرص المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، على التفاني في خدمة ضيوف الرحمن، بجميع مذاهبهم الدينية التي تتلاقي في سمو الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعوا إلى نبذ الأحقاد والضغينة والطائفية الساقطة، التي بغير حق تتخذ من الإسلام شعارات زائفة، تجد في ضعاف النفوس والجهلاء المرتزقة كبش فداء، تحارب بهم الرقي الحضاري الذي تميز به ديننا الإسلامي. الذي يتخذ من الحوار بالحسنى منهجاً وسلوكاً، للحفاظ على اللحمة والتكاتف بين جميع المسلمين، ولنا في قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا..) آل عمران،وقوله تعالى:(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين..) الأنفال، وهذا ما تسعى إليه جاهدةً، حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سدد الله خطاه وحفظه ووفقه لخدمة الإسلام والمسلمين، وفي هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة المحرم، تسعى المملكة إلى تسخير كل إمكانياتها المدنية والعسكرية، لخدمة ضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى أرض الوطن _جواً وبحراً وبراً_ رغم ما يلهث به الإعلام الساقط لتلك الدول التي تتخذ من الإرهاب وسيلة تهدف به في أحلامها الشيطانية إلى زعزعة أمن المنطقة العربية كافة وبلاد المسلمين خاصة، لتعطيل كل شعيرة يدعوا إليها الدين الإسلامي الحنيف، وأخص بالذكر الحج الذي يعيش ضيوف الرحمن أيامه ولياليه، في طمأنينة الأمن والسلام الذي تعيشه المملكة، ويعد هاجس القيادة السعودية، التي تحرص على سلامة الحجيج، منذ وصولهم أرض الوطن، وحتى مغادرتهم بسلامة الله، بعد أن يؤدوا نسكهم على أتم حال، وليس أدل على تلك الرعاية الجليلة، وصول حوالي عشرين ألف حاج من دولة اليمن الشقيق، الذي يعيش صراعات إفتعلها ومونها عاشقوا سفك الدماء والإرهاب والدمار، الذي أنفقوا عليه من ميزانيات رغيف شعوبهم، وسخروا له إعلامهم الساقط وسلاحهم المندحر الهزيل، الذي واجهته المملكة بالحقائق، التي تغطي بمصداقيتها سطوع شمس يوم صيف واقد نهاره، وبإعتبار أنني تشرفت بخدمة حجاج اليمن الشقيق، الذين سخرت لهم المملكة كل التسهيلات لوصولهم لمكة المكرمة لأداء فريضة الحج، إذ سخرت لهم الدعم المادي واللوجستي بدءاً من محافظة شرورة التي حصل فيها اليمنيون على تأشيراتهم الإلكترونية، ثم منفذ الدخول البري(الوديعة)، تلك التسهيلات التي ساهمت بها كل الجهات ممثلةً في وزارة الداخلية والخارجية والحج والعمرة والصحة والجهات الأخرى المشاركة في منظومة الحج، ليهنأ ضيوف الرحمن من أهل اليمن الشقيق الفارين عبر دروب متهالكة في بلادهم، دمرتها أياد الضغاة من المرتزقة الذين أشاعوا القلاقل والفتن، بزعمهم عدم تمكن المملكة العربية السعودية من حماية وسلامة الحجيج، وغير ذلك من الدسائس الهشة التي حاولوا بها تعطيل شعيرة الحج في البلد الحرام، وبذلك حرموا شعوبهم عنوة وقهراً من أداء الركن الخامس من الإسلام، والآن وقد حج الحجيج ووقفوا على صعيد عرفات ونفروا منها إلى مشعر منى عبر مزدلفة التي باتوا فيها بسلام هانئين، وحطوا رحالهم بمشعر منى مهللين مكبرين مشيدين بالأمن الذي يعيشونه، ليثبتوا للعالم أجمع إننا بعون الله جديرون بخدمة ضيوف الرحمن، وقد رفعوا أكف الضراعة لله تعالى وسطروها على وسائل الإعلام المحلية والعالمية، المرئية والمسموعة والمقروئة، أن يحفظ الله المملكة حكومة وشعباً لما سخرته لهم من تسهيلات تفوق الخيال، شاركت فيها جميع الجهات المسؤولة المعنية بالحج، بتوجيهات عليا كريمة من القيادة الحكيمة، المبلغة لنا من مقام وزارة الحج والعمرة.
في الختام يتم السؤال لهؤلاء الضعفاء الحاقدين: كيف سيقابلون صوت الحق الذي ستصدح به شعوبهم، بعد أن سقطوا وإعلامهم بإفتراءات وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان، وقد حج الحجيج بأمن وسلام وسقط عواءهم وقناعهم الزائف البغيض، وليس ختاماً اسأل الله مبتهلاً أن يحفظ المملكة والحجيج والعالم من كل حاقد وحسود.
عبدالرزاق سعيد حسنين
لافض فوك استاذي الفاضل