ليست صورة ولا اثنتين، ولكنها لوحة شاملة عظيمة مترامية الأبعاد مكتملة العناصر المادية والفنية والألوان والملامس قدّمها أبطال بلادنا في خدمة حجاج بيت الله الحرام؛ ليظهر موسم الحج نقيًّا بلا شوائب ومتميزًا كماء نهر صافٍ في لونه وطعمه وشكله ورائحته .
جهود تكاملية في شتى المجالات، ووقفات راسخة، واستشعار بأهمية الواجبات المُلقاة على عواتقهم واحتساب للأجر والثواب، ورغبة صادقة في تحقيق النجاح، وبحثًا عن التميز، وتحدٍ للصعاب وردًا على كل مشكك نجح فرساننا في كل المواقع، وفي كل الساحات في الإبحار بمركب الحج العظيم إلى برّ الأمان والسلامة في ظل عواصف سياسية واقتصادية عاتية تحيط بنا من كل جانب، لكن إرادة وعزيمة المخلصين تجاوزت كل العوائق، وذللت كل العقبات وضحت بالغالي والنفيس؛ ليتحقق وعد المولى : ” ومن دخله كان آمناً “.
أبطال الكشافة والجوالة الصغار الكبار قدّموا أمثلة رائعة للمشاركة في إدارة الحشود وتنظيم التفويج حسب الخطط الزمنية المنظمة لذلك، وجهود غير محدودة قدمها المطوفون في توعية الحجاج للالتزام بالمواعيد لسلامتهم والوقوف بجدية والتزام في محاولات لا تتوقف لمنع المخالفين من خرق الأنظمة، وتوجيهات فعالة على مدار الساعة لغرفة التحكم المشتركة في إدارة الحشود، وتضحيات جبارة لرجال الأمن العام في تنفيذ الخطط الأمنية المنظمة للحج سواءً في مجال التنظيم المروري أو في تنظيم الحشود البشرية وحركة تنقلات الحجاج بين المشاعر المقدسة، ومساعدة الحجاج وتقديم كل ما من شأنه التخفيف عنهم و وتيسير أمورهم والتنافس، والتسابق بين أفراد الأمن العام في مد يد المساعدة للأطفال وأمهاتهم من الحجاج وللنساء ولكبار السن وللحجاج المرضى والعاجزين في صور غاية في الروعة تعبر عن أخلاق من نشأوا على “إنما المؤمنون أخوة “، ومن آمنوا بقول الله تعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195)، وقوله سبحانه: (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:56).
هذه دوافع شبابنا وجنودنا في التخفيف على الحجاج من حر الصيف اللافح وسقايتهم، ورشهم بالمياه الباردة وتحريك الهواء على أجسادهم، وحمل ضعيفهم وإسعاف مريضهم، وكلنا فخر بتلك الصور التي شاهدناها للجنود السعوديين التي تعبّر عن إنسانيتهم قبل كل شيء وفوق كل اعتبار .
وفي ساحة أخرى من ساحات البذل والعطاء كان هناك أبطال الصحة وأكثر من ٢٥ ألفًا من الممارسين الصحيين كانوا دائمًا على أهبة الاستعداد والجاهزية؛ لتقديم المساعدات الصحية لمن يحتاجها من الحجاج بكامل الجاهزية والاستعدادات الطبية المتكاملة بإشراف ومتابعة من وزير الصحة الخلوق .
وعلى الجانب الآخر جنّدت أمانة العاصمة المقدسة أكثر من ٢٣ ألفًا من طاقتها البشرية مع كافة التجهيزات المادية لخدمة حجاج بيت الله الحرام ورعايتهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ لتوفير أقصى درجات النظافة فيهما ومتابعة أنشطة الأمانة في شتى المجالات التي تشرف عليها بجهود جبارة، ومتابعة حثيثة من أمين العاصمة المقدسة العاشق للبلد الأمين .
ولا يمكننا بأي حال من الأحوال تناسي جهود وزارة الحج والعمرة التي كادت أن تسجل الدرجة الكاملة في أدائها المميز هذا العام وهي في السنة الأولى تحت قيادة وزيرها الطموح، حيث نجحت الوزارة نجاحًا ملفتًا في تقليص أوقات انتظار الحجاج عند مكاتب الخدمة، ووفرت على ضيوف الرحمن ساعات كثيرة من الانتظار؛ وذلك بنقل الاستقبال إلى مقرات السكن وهو الأمر الذي أراح الحجاج وخفف عليهم تعب السفر وعناء التنقلات.
ولا يمكننا في عجالة كهذه الإحاطة بجهود جميع الجهات المشاركة في الحج وخدماتها المتميزة التي قدمتها للحجاج كالهلال الأحمر السعودي، والدفاع المدني، ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم جميعًا .
وفي الختام نستطيع أن نرفع عقيرتنا، ونقول بكل فخر واعتزاز بأن السعودية شعبًا وحكومة نجحت رغم أنف الحقود وحسد الحسود، وقدمت كعادتها لحجاج بيت الله العظيم عطاءً يستحقونه بلا حدود .
لولا المشقة ساد النّاسُ
كلّهُمُ الجودُ يُفْقِرُ والإقدام قتالُ
طارق عبد الله فقيه
يا استاذ طارق فلنبتعد عن نظرية المؤامرة
شركة وطنية مساهمة مشروع وطني اصيل لا ضير فيه
خاصة ان حفظت للمساهمين حقوقهم
وحسب ما وصلني ان المقالات في هذا التوقيت
هو تمهيد لامر تم اقراره والانتهاء منه وبقى اعلانه
و ازيدك بيت ان صاحب المبادرة مطوف باحدى المؤسسات