أسئلة تجول في خاطري دائمًا أين ذهبت هيبة المعلم ؟! أين ذهب احترام المعلم لنفسه؟! لمَ ضاعت الهوية .. وأين تلك الرسالة المقدسة التي يجب أن يوصلها لأجيال المستقبل .. ؟! تكثر الإجابات لكن لم أجد إجابات شافية لكل هذه الأسئلة فبعضهم يقول بأن الرواتب ضعيفة .!! وبعضهم يتحجج بأن الوزارة حين منعت الضرب في المدارس ذهبت هيبة المدرس أدراج الرياح ..!! والبعض الآخر يقول إن الوزارة لاتطور المدرسين بالدورات .. !!
دعونا من هذه الحجج الواهية، فمن يقول بأن الرواتب ضعيفة؛ فأقول له انظر لرواتب أقرب الدول لنا وهي الأردن مثلًا؛ فرواتب المعلمين أقل بكثير، ولكن مازالت هي أفضل الدول العربيه في التعليم.
ومن يقول إن الوزارة منعت الضرب؛ فأقول له لم يكن الضرب يومًا هو الرادع في وجود هيبتك وأكبر دليل أن حبيبنا الرسول اللهم صلي وسلم عليه علّم أصحابه الدين بالرفق واللين !! وأجيب على من يقول إن الوزارة لم تعطِ وتطور المدرسين بالدورات؛ فلماذا أنت لم تطور نفسك وتقرأ في الكتب والإنترنت لتطور نفسك ؟! نحن نعيش مع جيل صعب ..
تطورت الملهيات وتشعبت وسائل التلقين وتغير مفهوم القدوة لديهم .. نحن نحتاج لبرمجة أنفسنا بتقبل هذا الجيل المتفتح، الذي لن يقتنع بالمثول أمام رغباتنا المتسلطة أو أوامرنا التعسفية بحجة الاحترام أو الخوف، إنه جيل يؤيد الحوار والنقاش .. والإقناع بالمنطق والحجة .. وإن كنّا نجد في مجاراتهم صعوبة فلابأس حتى نصل إلى قلوبهم لنستطيع كسبهم والتأثير عليهم. إن فكرة التعليم بالتلقين قد أثبتت فشلها ..
الآن يجب على المعلمين أن يغيروا نمط تعليمهم؛ فكل المناهج الجديدة تحث على التفكير والإبداع والخروج من النمطية القديمة، لكن أساليب المعلمين لم تتطور مع هذه الأفكار فنتج جيل ظهرت فيه مشكلات كبيرة مازال بعضها عالقًا للآن. وأذكر إخواني المعلمين والمعلمات بقول الله تعالى: (إنّ الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم) فالتغير يبدأ منكم إخوتي المعلمين والمعلمات وبكم يمكن أن تنهض أمة .. والغد نتاج جهودكم.
د. ماجد قنش الأهدل
استشاري علم نفس وسلوكيات أسرية