#لواعج_العزلة
نأى إلى زاويةٍ قصيّةٍ في نفسه ، والضجيجُ يُجاهِدُ قَضْمَ أظافرِ كتمانه ، حتّى أجهده اليأسُ ينتزعُ ويُدْمي صمته فلم يُفْلِحْ ..
كُلّما أرادَ أنْ ينفضَ الألمَ ؛ لإلقاء التحايا على أطيافٍ هُلاميَّة ، نشبتْ في بلعومه غُصَصُ المرايا ؛ لتعكسَ إنكسارَ الضوءِ في عتمةِ الشعور والوعودِ البالية ..
زاويةٌ مسحوقة لم يَعُدْ يفلحُ معها الترميم وسد الثقوب ، صَدْعٌ يتلوه صَدْعٌ حتى أضحى صراخ جدرانها على هيأةِ شقوق ..
وعَضُدُ جراحه يتفتَّتُ وهو يستندُ على أثر الغُرَز المتعفِّنة عندما كان يُخلِّصُ صورة لوحته من هشيم الزجاج ..
حَمْلَقَ في الصورةِ وأنفاسُ الأسئلةِ مخنوقةٌ في صدره ،
فارتعشتْ شفتاه يُغالبُ لأجلها بسمةً عصيَّة فلم يقدر عليها ..
حاول مرةً أخرى وبقسوةٍ بالغة ؛ لينتزعَ بسمته لها فخذلته عينه وأجهش بالبكاء ..
سقطَ كالجثة الهامدة وذهبَ في نومٍ عميقٍ ،
أمَّا أحلامه فقد عزمت أن ترحل للشتات .
عماد المطرفي