(مكة) – الرياض
رفع مجلس الشورى في مستهل جلسته العادية التاسعة والأربعين التي عقدها اليوم, برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ, أسمى عبارات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظهم الله ـ, بمناسبة النجاح المتميز الذي تحقق لموسم الحج هذا العام 1437هـ.
وقال المجلس في بيانه الذي تلاه معالي الأمين العام للمجلس الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو: إن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله عز وجل، ثم كريم الرعاية والعناية، والتوجيهات المباركة والإشراف المباشر من خادم الحرمين الشريفين، والمتابعة المتواصلة لتحركات الحجيج وتنقلاتهم من قبل ولي العهد رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية, ولولا تضافر جهود أبناء هذا الوطن المخلصين في مختلف الجهات الأمنية والعسكرية والخدمية.
وأشاد المجلس, بالجهود المباركة التي تبذلها المملكة التي شرفها الله وخصها بخدمة الحرمين الشريفين , لتوفير أسباب الراحة والأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم في يسر وسهولة وراحة واطمئنان.
وبارك المجلس, جهود رجال الأمن والقوات المسلحة المخلصين الذين بذلوا جهوداً كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وحفظ أمنهم، وتيسير تحركاتهم وتنقلاتهم بين المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، مضيفاً أن أولئك الأبطال الأوفياء رسموا لدينهم ووطنهم أجمل صورة لأبناء هذا الوطن المبارك الذين خصهم الله من بين سائر الأمم والشعوب بخدمة الحرمين الشريفين، فكانوا أهلاً لهذا الشرف الرباني، وحملوا المسؤولية وبذلوا وقتهم وراحتهم لخدمة الحجاج ومساعدتهم لأداء مناسكهم في أجواء يخيم عليها الأمن والأمان.
وأكد المجلس, أن التعليمات والضوابط التي وضعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتنظيم الحج، تأتي ضمن جهودها المتواصلة والمتطورة لحفظ أمن ضيوف الرحمن, والسهر على راحتهم, والعناية بهم ورعايتهم, كما هو ديدن هذه الدولة منذ أن وحد أركانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله -, مشيراً إلى أن الالتزام بتلك التعليمات والضوابط من قبل جميع بعثات الحج، والحرص على تطبيقها بكل دقة وإتقان من قبل منسوبي الجهات المختصة – ولله الحمد – قد أدى إلى هذه النتائج المشرفة للمملكة حكومة وشعباً في قيادة أفواج حجاج بيت الله الحرام، وفي تنفيذ موسم حج ناجح بكل المقاييس، وبشهادة جميع المراقبين المنصفين في الداخل والخارج.
وعبر مجلس الشورى, عن أسفه الشديد واستهجانه لأصوات النشاز التي تجاهلت كل الإنجازات الضخمة في الحرمين الشريفين والنجاحات المتتالية لهذا الموسم والمواسم السابقة، وكل ما قدمته الحكومة لضيوف الرحمن من خدمات جليلة، لأداء هذا الركن العظيم، وانصرفت هذه الأصوات الغوغائية جاهدة للعمل على تحويل موسم الحج إلى موسم للشعارات والمزايدات السياسية التي تخدش قدسية هذه الشعيرة العظيمة وتقوض أمن الحجيج وسلامتهم.
ونوه المجلس, بمضامين الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول الإسلامية ورؤساء بعثات الحج التي أكد فيها – أيده الله -, رفض المملكة العربية السعودية أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة إلى رفع شعارات سياسية أو إثارة خلافات مذهبية ، فقد شرع الله الحج على المسلمين كافة دون تفرقة، وتشديده – رعاه الله – على أن التوجه نحو الغلو والتطرف توجه مذموم شرعاً وعقلاً، ولا سبيل إلى الخلاص من هذا البلاء إلا باستئصاله دون هوادة، وبوحدة المسلمين والعالم للقضاء عليه واجتثاثه من جذوره.
وعد مجلس الشورى, هذه الكلمة الضافية وثيقة مهمة ومنهج عمل لوحدة الأمة الإسلامية وجمعًا لكلمتها، وتعزيزًا لصفوفها لمواجهة ما يحيط بها من أخطار.
وسأل المجلس, الله جل في علاه أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين, ويديم عليه الصحة والعافية، وأن يجزل له الأجر والمثوبة بما يقدمه للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من أعمال جليلة، وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد, وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، وأن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها وعزها، وأن يحفظ لأمة الإسلام وحدتها ومنعتها، وأن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم، وأن يجعل ذنبهم مغفوراً وسعيهم مشكوراً، إنه سميع قريب مجيب.