المقالات

كفى تجهمًا

للأسف بعض المقاطع التي بها تجاوزات أخلاقية مشينة، لبعض الشباب والفتيات أيضًا التي تنقل ما يحدث في مكاتب ودور الوزارات والإدارات الحكومية، وهي أثار تنامي ظاهرة تصوير المسؤولين خِلسة أثناء لقاءاتهم العامة مع المراجعين، جدلًا واسعًا بين السعوديين من موظفين ومراجعين.
ففي الوقت الذي اعتبر فيه البعض هذا الأسلوب انتهاكًا، فيرى آخرون أن توثيق مواقف التهاون والتقصير من شأنه أن يحجم تجاوزات بعض المسؤولين ويدفعهم لتقديم خدمات أفضل. وهذه الأفعال هي مما يسيء إلى سمعة المجتمع السعودي على وجه الخصوص. لأنها لم تصبح كظاهرة عابرة أو فردية، بل أدت إلى تشجيع بعض الناس لتكرار نفس هذه المقاطع وبشكل لا يمكن أن نقبله. وأصبحت تشيع بسمعة دولة كاملة بحكومتها وشعبها !
و إن من أسباب هذه المقاطع هو الابتعاد عن الدين، وعدم وجود توجيه من الأسر لهؤلاء الأبناء، باعتبار أن المكان الأول للتربية الصحيحة هو البيت.
أيضًا غياب العقاب سواء للمسيء أيًّا كان سواء المواطن أو ذلك المســؤول أوالموظف المسيء لنفسه وعمله ووزارته وحكومته، حينما يصبح حجرة عثرة تحول دون خدمات المواطن ومصالحه .
وبالتالي فإن عدم وجود العقوبة الرادعة لمثل هؤلاء يمكن أن يكرر هذه المقاطع، وقد قيل قديمًا: “من آمن العقوبة أساء الأدب”.
إن الإنسان المسلم يفترض فيه الحياء من الله وكذلك من الناس، فمن لا يستحيي من الله ومن الناس فبئس المكانة، وذلك مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت” (رواه البخاري).
وأن علاج هذه القضية بدايةَ هو محاسبة أصحاب هذه المقاطع، وكذلك استنكار المجتمع لهذه المقاطع من خلال المساجد والمدارس وجمعيات النفع العام؛ من خلال الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الحميدة وتبيين خطورة فساد المجتمع وإشغال المواطنين بما ينفعهم وتذكير الموظف أيًّا كانت مكانته ليعرف أنه في خدمة ذالك المواطن والذي هو جزء منه. وليلاقي الله كل من كلف لخدمة المواطنين في أي قطاع كان فالأمانة تبرت من الجبال ! وللأسف فهناك أشخاص نجدهم رخيصين في تعاملهم وكأن المواطن متسولًا في مكتبه .!
وإني من هنا أوجه رسالة إلى وزارة الداخلية بتشديد العقوبة على أصحاب هذه المقاطع، وإلى الوزارات في الدولة بضرورة احتواء المواطنين ورفع الظلم عنهم ودفع تلك المرافق الحكومية بموظفيها، وتوجيههم التوجيه السليم وهو خدمة المواطن؛ وليعلم ذلك الموظف وإن علا شأنه أنه خادم للمواطن ويتقاضى أجره من أجل خدمة المواطن في الدرجة الأولى .
خاتمة :
إن تصوير اللقاءات خِلسة وتصيد زلّات المسؤولين أسلوب رخيص وغير عادل، من شأنه أن يعمق الفجوة بين الموظف والمراجع؟! بل ويساهم في تشويه مجتمعك وسمعته!
أيضًا وفي المقابل أيها الموظف :
إن تعاملك مع المواطن بالخلق وبكل تواضع مطلب لا يمكنك التملص منه، ويجب عليك أن تكون كفءً لتلك الثقة التى أولتك به الدولة.
وأني أشير عليك إن كنت عاجزًا في ضبط خلقك؛ فاترك الكرسي لغيرك، ممن هو حريص على سمعة وطنه وخدمة مليكه ومواطنيه، والحريص على أن يرفع من شأن وزارته ودائرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى