في كل عام من شهر ذي الحجة ، وقبل وقفة عرفات ، تتعمد بعض مستشفيات مكة ـ إن لم يكن كلها ـ بإخراج مرضاها ، وخاصةً من كِبار السن من المستشفى بحجة استكمال علاجهم بعد الحج ، وهم في أمس الحاجة للبقاء في المستشفى ، خاصةً مرضى القلب ، وغيرهم ممن خروجهم من المستشفى يعني مزيداً من التدهور في صحتهم ، والعجيب والغريب معاً أن ذلك الخروج غير النظامي لا يعلم به الطبيب المباشر للحالة ، فهل هذا يعقل ..؟!! إذ الخروج يكون إجراء إداري بحت ، لا دخل للاستشاري المُشرف على الحالة ، ولو بإعطائه خبر حتى يعلم بخروج مرضاه الذين يشرف عليهم ، على أقل تقدير ، مع عظم أمر ما اقترفوه في حق المرضى ، الذين هم في أمس الحاجة للعلاج ، وهذه جريمة بحق المرضى ، تجب محاسبتهم عليها !!
وخِتاماً .. أريد أن يصل صوت كل مواطن في مكة المكرمة إلى وزير الصحة عبر هذا المنبر ، في ضرورة محاسبة المسؤولين في مستشفيات صحة مكة ، والذي يقترفون جريمة كبيرة في حق المرضى بإخراجهم قبل وقفة يوم عرفات بحجة أن المستشفى تكون في خدمات حجاج بيت الله الحرام ، وهذه حِجة واهية ولا أصل لها ، إذ الدولة مُمثلةً في وزارة الصحة وفرت أكثر من مستشفى في المشاعر المقدسة وفي مكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ، هذا غير المستشفيات الميدانية المتنقلة ، مثل التي عند المسجد الحرام ، ولديّ نماذج لأشخاص تم إخراجهم بمثل تلك الأوامر غير المسؤولة من المستشفى من أصحاب تلك القرارات الإدارية ، وقد توفى بعضهم ، وبعضهم قد تدهورت صحتهم ، وهم في أمس الحاجة للعلاج ، دون علم الطبيب المُشرف على الحالة بذلك الخروج !! ولذلك أضع ذلك الأمر برمته أمام وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ، والذي عودنا على الاهتمام والمتابعة منذ أن كان وزيراً للتجارة حتى يتم التحقيق مع المسؤولين عن خروج المرضى في الحج ، وهم في أمس الحاجة للعلاج والعناية الطبية ، خاصةً من كبار السِّن ، وكل من هم بحاجة للبقاء في المستشفى للعناية الطبية التي سيجدها بالمستشفى ، بينما سيفتقدها إذا خرج إلى بيته ، ونتمنى ألا نرى مثل تلك القرارات في الحج القادم ، فصحة المواطنين غالية ، وليست رخيصة حتى ندعي تقديم مصلحة صِحة الحجاج عليهم ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..
ماجد الحربي