المقالات

وطنى ياأنشودة الحياة

ماذا أكتب أو أقول في حقّ وطن عظيم، أو من أين أبدأ كلامي؟

فأعماقي مليئة بكلمات لا أعرف لها وصفاً، كلمات الشّكر والعرفان والحبّ والوفاء لك يا أغلى من كلّ الأوطان، أقولها بصوت عالٍ لكي يسمعها كلّ النّاس، شكراً لك يا من عِشتُ بل ولدت على أرضك الطّاهر.

وطني الغالي الذي شعرت فيه بالأمن والأمان يكفيني شرفاً وفخراً واعتزازاً بك يا وطن.

وطني, أيها الوطن الحاضنُ, للماضي والحاضر.

أيها الوطن, يامن احببتهُ منذُ الصغر, وأنت من تغنى به العشاقِ, وأطربهُم ليلُك في السهرِ.

وطنى ياأنشودة الحياة ويا بسمة العمر.

وطني, ذلك الحب الذي لايتوقف, وذلك العطاء الذي لاينضب.

أيها الوطن المترامي الأطراف, أيها الوطن المستوطن في القلوب, أنت فقط من يبقى حبهُ, وأنت فقط من نحبُ.

حينما تشتد الأزمات وتقسو علي الأيام يطير بي الخيال إلى ربوع الجمال وفتنة الكمال بين فصول وطني الغالي . أسمع فيه الشذى والهدير وأغاني الرعاة قبيل غروب آخر قبلة للشمس المودعة على خد أطيب وأجمل الأوطان.

حيث تشتبك أحاسيس الجمال برعشة بسمات الحنين والخرير وأنين العصفور الجريح وهدير الحمام المسكوب على صدر الغدير الباكي من لوعة الاشتياق المؤبد لحبيب دفن في ثراك الطاهر ولم يعد.

ليس فقط فيما تتزين به الحضارة الإنسانية وتتجمّل به كتب الجغرافية حول كنوزك ومياهك و هضابك وسهولك و جبالك ومنحدراتك و صحاريك وواحاتك .

و لهذا أنت يا وطني تحظى بحب العاشق القريب وبودّ الصديق الغريب. فما قيمة العشق بدونك ولا الصداقة بغيرك ؟

وطنى مهما حكيت وحكيت لن أنصفك في حديث ولن أصل إلى نقطة من أعماقك بحورك ، أو حرفا من سطور مجلداتك . فمهما قلت ومهما وصفت فلن أفي بحقك علي لأني مقصر في حقّك.

ومهما كتبت ومهما رسمت فأنت أكبر من الوصف وأهم من أي سرد, فأفكاري الجياشة وأحاسيسي الذواقة وعواطفي الشاعرية تحس بينبوع جمالك الحقيقي المنبثق من أعماق قدسيتك إذ يتعذر على اللسان التعبير ، وعلى العقل التفكير وعلى القلب التخمين والتدبير حفظك الله من العين والحسد.

وطنى حظك أن تكون نعم الوطن , وتسمو في عالم علوي تسوده الأرواح وعين الله تراك, تجعل منك هذه الشعلة الربانية وتلك الأنغام الخالدة السماوية ذلك الوطن العظيم المرفرف في سماء الاوطان .

حظك أن تٌفدى بالأرواح وتعش حرا للأحرار تاجا فوق رأس ملك دائما , وأي ملك في الدنيا لا يشتهي أن يكون لك ملكا ولشعبك حاكما ولرايتك حاملا ولقبلة الإيمان راعيا وخادما؟.

فنعم الوطن أنت يا أجمل الأوطان. فشكراً لك يا بلد العطاء والخير، مهما قلت في حقّك فإنّ لساني يَعجز عن الوصف، فهذه كلمات بسيطة لا تعبّر عمّا بداخلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى