المقالات

ثمانون بعدها ست

  تشهد المملكة العربية السعودية هذه الأيام الزفاف السادس والثمانين ، وهو بمثابة الفرح العارم الذي تكتسي فيه أبهى حللها ، فنحن في هذه الأوقات نعيش أفراحًا متتالية : عيد الأضحى ، و انقضاء موسم الحج بنجاح باهر ، و بداية العام الدراسي، كلها تصب في حب الوطن ورقيه ورفعته .
نعم الأمة تئن لكثرة جراحاتها ؛ ولكن من حق الشعوب أن تقتنص لحظات الفرح فتبتهج ، فوطننا الغالي عزيز على نفوسنا ، نفديه وقادته بكل ما نملك وأعز ، ونحن بهذه المناسبة إذْ نرفع أسمى التحايا لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولنائبيه ، والشعب السعودي ، وجنودنا البواسل ، وكل مَنْ يشاركنا فرحتنا بحق ، فإننا نتذكر أمجاد مؤسس المملكة رحمه الله ، والدعوة الميمونة لشيخ الإسلام المجدد رحمه الله ، فقد أزعج الأعداء تمسكنا بديننا النقي الخالي من عبادة العباد والأوثان ، وانكشف زيغ ما يدّعون ويعتنقون ، فدياناتهم بين رقص وهدم وقتل ، وديننا قوامه النقاء والإخلاص لله في العبادة . بلادنا بلاد التوحيد ترفل في النعيم، وإن تعرضت بعض أغصانها لبعض العواصف ، فما تلبث أن تصطدم بصلابة جذوعها ، فتعود تجر أذيال الهزيمة والفشل ، معلنة تحطمها على مدرج الحزم والعزم ، ولذا نهيب بشبابنا أن يعوا ما يدور في محيطهم ، ويتحملوا المسؤولية تجاه وطنهم الغالي ، فعليهم أن يفرحوا بمقدار ، ويتجنبوا الطيش والعبث ، فالممتلكات العامة حقها الصمود ، وكذلك الممتلكات الخاصة واجبها الحفاظ عليها ولا تكن عرضة للمخاطر ، هذه المناسبة الوطنية يراها العالم فلنكن خير سفراء لوطن العطاء وقيادته الغرّاء .
د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى